تحولت "ستارلينك" التي توفّر خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية إلى "قوة صاعدة" في عالم التكنولوجيا جذبت أعين المستثمرين، نظراً إلى الدور "المحوري" الذي ينتظرها في توفير الإنترنت حول العالم في المستقبل.
وستارلينك هي وحدة تابعة لشركة "سبيس إكس" التي يملكها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، وتقوم بوضع الأقمار الاصطناعية في مدار منخفض المستوى حول الأرض لنشر خدمة الإنترنت حتى في المواقع النائية في الصحاري والجبال.
وكان ماسك يستهدف طرح أسهم "ستارلينك" للاكتتاب خلال العام الحالي 2022، وذلك بعد فصلها عن الشركة الأم "سبيس إكس" وجعلها شركة عامة مستقلة.
ولكن ماسك عاد وتراجع عن هذا الموعد منذ فترة، ليعلن أن تنفيذ هذه الخطوة قد يحتاج إلى ما بين ثلاث وأربع سنوات، ما يعني أن الأمر لن يتم إلا بعد عام 2025، مبررا هذا التأجيل بضرورة ضمان تحقيق "ستارلينك" لإيرادات منتظمة يمكن التنبؤ بها.
ولكن التبرير الذي قدمه ماسك ترك عدة تساؤلات بين أوساط المستثمرين، حول حقيقة "الحجج" التي يقدمها للتأجيل المتكرر لطرح "ستارلينك" للاكتتاب، فهل الأمر مرتبط حقيقة بتحقيق إيرادات منتظمة أم أنه أبعد من ذلك؟
الدكتور عبدالله الشامي وهو أستاذ الاقتصاد القياسي يقول في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن لـ "ستارلينك" وضعاً خاص وهي ليست كباقي الشركات، حيث إن تأخير طرحها للاكتتاب العام يأتي من باب التحوط من عدة أمور، فالأمر ليس مرتبطاً فقط بالناحية الاقتصادية، بل أيضاً بالناحية السياسية، خصوصاً أن "ستارلينك" يتم استخدامها حالياً كجزء من السياسة العالمية.
ويضيف الشامي أن "ستارلينك" تعتبر حاليا إحدى أدوات الوجود الأميركي في العالم، وخير مثال على ذلك هو قرارها دعم أوكرانيا بتوفير خدمة الإنترنت المجانية بعد تعرض البلاد للقصف الروسي، ولذلك فإنه بات من الأفضل الانتظار إلى أن تهدأ الأمور، ليتم تحويل "ستارلينك" لشركة عامة، فطرحها للاكتتاب في ظل الوضع الراهن قد يعرضّها للتجاذبات ويخفّض من قيمتها ويجعلها مكشوفة.
ويلفت الشامي إلى أن الأوضاع العالمية من الناحية الاقتصادية والمالية غير مستقرة أيضاً، فالضغوط الموجودة على مستوى الاقتصادات العالمية والتذبذبات، ساهمت في تحوّل "مزاج" المستثمرين من "مجازف" إلى "متجنب للمخاطرة"، وبالتالي لعب هذا العنصر أيضا دورا في إبقاء "ستارلينك" تحت جناح "سبيس إكس" إلى أن تستقر الأوضاع.
ولفت الشامي إلى أن الاكتتابات لها أوجه عدة، ففي السنوات الأخيرة، لم تحقق أغلب اكتتابات الشركات أي عوائد أو أرباح فعلية، حيث كان الاستثمار فيها، يتم بناءً على المداخيل والأرباح المتوقعة في السنوات العشر أو الخمس عشرة المقبلة، مشيرا إلى أن الناس كانت تشتري الأسهم بناءً على مقدرات النمو المتوقعة للشركات.
وختم الشامي حديثه بالإشارة إلى أن عدة شركات مثل سناب شات وفيسبوك ونيتفليكس واجهت مشكلات كثيرة بعد أن تقدمت للاكتتاب