تصنف المراهقة بأنها وقت التطور المعرفي السريع، ويصفها بياجيه بأنها مرحلة من الحياة تبدأ فيها أفكار الفرد في اتخاذ شكل أكثر تجرداً، وتتناقص الأفكار المتمحورة حول الذات؛ ما يسمح للفرد بالتفكير والإدراك من منظور أوسع. وأظهرت مجموعة من الدراسات السلوكية ودراسات الرنين المغناطيسي الوظيفي تطور الوظائف التنفيذية، أي المهارات المعرفية التي تتيح التحكم وتنسيق الأفكار والسلوك، التي ترتبط عموماً بقشرة الفص الجبهي، وتؤثر الآراء والأفكار والمفاهيم المطورة في هذه الفترة من الحياة كثيراً على حياة الفرد المستقبلية، وتلعب دوراً رئيسياً في تكوين الطابع والشخصية، ويفضل غالبية علماء النفس اليوم تسمية هذه الفئة بـ«الراشدين الشباب»، فهم يتأرجحون بين رغبتهم في الاستقلال من جهة، وحاجتهم إلى الأمان في كنف آبائهم من جهة أخرى.
ونصح خبراء نفسيون بمجموعة من الطرق للتعامل مع المراهق أو المراهقة، أبرزها أن تعلّم ابنك وابنتك كيف يتأقلم مع الحياة، ففي حين أن مختصي مرحلة الطفولة والمراهقة يتفهمون الموقف المزدوج للآباء تجاه أبنائهم، فإنهم لا يرون أنه موقف سليم.
وتقول مختصة العلاج النفسي للأطفال والمعالجة الأسرية ومؤلفة كتاب «اكتشف الوالد الذي بداخلك» آن كاثرين بيرنو ماسون، بحسب «القبس»: كلما وفر الوالدان الدعم العاطفي والمادي لابنهما الشاب؛ ازداد عجزه عن إيجاد مرشده الداخلي الملائم له، وبالتالي العجز عن الاعتماد على نفسه.
وتوضح المختصة أكثر «عدم تعرض الابن إلى حد معقول من المخاطر، والبقاء تحت حماية والديه ورعايتهما؛ يجعله أكثر ضعفاً، ومن ثم فهو يعجز عن الاعتماد على موارده الشخصية».