مرّتان وحيدتان اللتان لعبتُ فيهما كرة القدم بعمق ..مرة حارس مرمى و الثانية كنتُ الحكم ..و في المرتين تمّ تخجيلي لنقص حاد في اللعيبة ..و المرتان و أنا في المرحلة الاعدادية ..و المرتان هربت و لم أصمد للنهاية ..لاني كنتُ فيهما كالأطرش في الزفة ..!
في المرّة الأولى ؛ و بعد العصر ؛ مررتُ من جانب الملعب و كان هناك نقص في فريق أحد المعلمين ..فنادني الأستاذ بصيغة الأمر و قال لي : وقّف على الجول ..قلت له : استاذ والله ما بعرف إشي و ما إلي بكرة القدم ..فقال لي آمراً: وقّفْ زي الحيطة ..ما بدها تعرف باشي ..وقّفْ وبس..فذهبتُ إلى (الجول الانجليزي) حارساً لا يفقه في الحراسة شيئاً و لا يفقه في علم كرة القدم إلا كرةً تتحرّك و ناس تتحرّك و تركض وراءها ..وأنا كالأهبل ..كل شمطة كرة بهدف ..لم أستطع منع أي كرة من دخول (الجول) و الفريقان يسجلان في مرماي براحتهما ..و سط احتجاجات و مسبات علي ما تزال ترن في أذني للآن ..و لكنهما مجبران عليّ ..فلا بديل عني ..حتى غافلتُ الجميع و تركتُ المرمى و هربت ..وصوت الاستاذ يلاحقني : ولك وين رايح ؟؟ فأجبته وأنا أركض بأقصى سرعتي : بلشت (فلونة ) بدي أروح أحضرها ..!
وفي المرة الثانية والأخيرة ..أجبروني على التحكيم ..و أعطوني (صفّارة) ..و لم أعرف كيف أستخدمها ..و لم استخدمها إلا عندما يقول أحد اللعيبة : شو هاظ يا حكم ..صفّرْ ..فأصفِّر ولا أعلم لماذا صفّرت ..! أو يقول أحدهم : صفر يا حكم (فاول ) فأصفر و أقول (فاول) ولا أعلم (الفاول) على مين وضد مين ..؟! وأتذكر إنني زهقت ..وإنني صفّرت مرتين على إنهاء المباراة و لم (يردوا) عليّ ..! و تركتهما و رميتُ الصفارة ..و هربت ..!
أنا في المرتين ؛ مسؤول عربي كبير ..لا يعلم شيئاً ..و يخرِّب كلّ شيء..ولكن جئتُ بإرادة الناس الذين يريدون أن يلعبوا فقط..التفتوا في كل قضاياكم و شاهدوا كم (أنا) موجودٌ في كلّ شؤونكم ..الفرق الوحيد إنني هربتُ ..وهم لا يهربون أبداً بل يستمرئون اللعبة و يستثمرونها فيكم ..!!