معاناة الليبيين وهمومهم والأوضاع التي تعيشها بلادهم، فرضت نفسها على موضوعات الدراما المسرحية، وحاول المخرج الليبي علي القديري، من خلال مسرحيته الجديدة "حسيتوها"، طرح العديد الموضوعات المتعلقة بالمجتمع الليبي.
وبكوميديا سوداء عاكسة للواقع، وحضور جماهيري غفير، نجح القديري في نقل هموم الشعب الليبي وانتقاد العديد من الأوضاع السياسية في ليبيا، فطرح مجموعة من القضايا والملفات الإنسانية المهمة.
وكشف مخرج العرض المسرحي علي القديري، لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن فكرة العمل قائلا: "المسرحية شكلت إسقاطا على ما يجري في الداخل الليبي من نزاعات وصراعات، وما يعانيه الليبيون من ظلم الانتهازيين، وتحث على حب الوطن".
وتابع القديري حديثه وقال: "المسرحية امتداد لمسرحية "شميتوها"، والتي ناقشت واحدة من أهم القضايا الوطنية، وهي خيانة الوطن وبيع دماء الشهداء، والحرية المسلوبة من أبناء الوطن".
وسلط العرض المسرحي الضوء على قضايا مختلفة؛ منها الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها ليبيا خلال الفترة الأخيرة، حسبما صرح مخرج المسلسل.
وعن الرسائل التي وجهها من خلال هذا العمل، كشف: "وجهت من خلال هذه المسرحية عدة رسائل، الأولى: دعوة إلى الليبيين ليحافظوا على أملهم في وطنهم، فنحن دائما نتساءل هل الوطن هو من هجرنا أم نحن هجرناه".
وأضاف مخرج العمل: "طالبنا الشعب الليبي أيضا بأن يبقوا هنا، ولا يتركوا أرضهم، لأننا إذا هاجرنا جميعا، سنتركه لأشخاص انتهازيين يستحوذون عليه".
واستكمل: "العرض خاطب ضمير كل من يحس بآلام الوطن والمواطن، وطالبهم بعدم الاستسلام أو الخوف من تحطم الأحلام في المستقبل".
وروى القديري لموقع "سكاي نيوز عربية"، قصة المسرحية وقال: "تروي المسرحيّة قصة مجموعة من أبناء ليبيا قرروا ترك بلادهم، فجمعهم القدر في مرسى السفن، وفوجئوا بأن سفينتهم لا تعمل، ومن هنا يبدأ الصراع بينهم في إطار درامي على من يقود السفينة بعد أن يقوموا بإصلاحها".
وأكد أنه حرص على أن تكون الليلة الأولى لعرض هذا العمل على خشبة مسرح "المرج" ببنغازي، يتوافق مع الذكرى السنوية الأولى لمدير مسرح المرج، الفنان والمخرج الليبي الراحل علي ناصر.
وعن سبب لجوء الليبيين للدراما المسرحية أكثر من الأعمال السينمائية، قال القديري: "ليبيا تفتقر لدور العرض السينمائية، وتحولت جميع دور العرض إلى مسارح"، مؤكدا أنه من الضروري أن يستمر المسرح في ظل الظروف التي تعيشها ليبيا.
"حسيتوها" من إخراج علي القديري، ومعالجة درامية يوسف مارس وعلي القديري، وشارك فيها نخبة من النجوم الليبيين؛ منهم محمد الخويطر، حافظ الفليفلة، عبدالسلام الهتش، حمزة الحاسي، خالد الجحاوي، أيمن الناظوري، إبراهيم مجاهد.