يحصلُ أن نستيقظ بعد منتصف الليل. ننظر إلى الساعة ونكتشف أن هذا الوقت مطابقٌ تقريبا لوقت استيقاظنا الليلة السابقة والتي قبلها. نشعر بالانزعاج لأن تكرار الإفاقة في غير الوقت الصباحي المعتاد لدى الجميع، أمرٌ يدعو للقلق خصوصا وأنه يكون مصحوبا بالتعب والاضطراب.
في شرح هذا الذي يحصل للكثيرين بشكل ملفت، ولا يعرفون سببه بالضبط، نشر موقع ”بابا ميل" دليلا تفسيريا استند فيه إلى الطب الصيني ليشرح كيفية عمل الأنظمة في جسمنا ومعرفة التحديات العقلية التي نواجهها، اعتمادا على ساعة الإفاقة.
وفقًا للطب الصيني، هناك سبب بسيط لهذه الحالة، التي تتعلق بما يُعرفُ بخطوط الطول في جسمنا وهي الإيقاعات المختلفة للساعة البيولوجية. كل عضو ضمن خط طول معين، مسؤول عن المشاعر المختلفة التي تظهر أثناء النوم. ولذلك يتيح لنا الاستيقاظ في وقت معين تعلم الكثير عن أنفسنا وعلى عدة مستويات.
الأمر كما تقول الدراسة يستحق الوعي عليه لأنه يشرح لنا الكثير مما كان معظمنا لا يعرفه. وفي المعرفة جزء كبير من العلاج:
الاستيقاظ قبل الساعة 11.00 مساءً
معظم الأشخاص ممن لا يعانون من مشاكل طبية، يشعرون بالتعب والإرهاق في نهاية يوم طويل كثير المهمات. ولذلك عندما ينامون سيكون هذا لبضع ساعات وربما متقطعة.
تقول الدراسة التفسيرية أنكِ إن وجدتِ نفسكِ تستيقظين بعد فترة وجيزة من النوم أو قبل الساعة الـ 11 مساءً، فأنت تعانين مستويات عالية من التوتر الذي يعيق قدرتكِ على الوصول إلى نوم عميق. ففي مثل هذه الحالة، لا يستطيع الجسم الاسترخاء. ومع استمرار المخاوف في الدماغ، نستيقظ فجأة .
لتلافي هذه الحالة من التوتر الناتج عن إرهاق العمل البدني، يمكن تطبيق الطرق المعروفة لنا والتي تساعد على النوم، تهدئ الجسم وبالتالي تجهّزه لنوم أعمق.
الاستيقاظ بين الساعة 11.00 مساء و01.00 صباحًا
وفقًا للطب الصيني، فإن خطوط الطول في أجسامنا تُرَكز بشدة على الإحساس بالمرارة في هذا الوقت. المرارة التي ترتبط بقبول الذات. ولذلك إن استيقظت بانتظام خلال هذه الساعات، فأنتِ على الأغلب تعانين من خيبة أمل عاطفية تجددت أخيرا.
من أجل التعامل مع المشكلة، عليكِ النظر في أساسها عندك، وذلك بالنظر في موضوع قبول الذات من جهة وفي الوقت نفسه محاولة التعاطف مع الآخرين. فمن معالجة النقطتين معا يتم التعامل الإيجابي مع الإحساس بالمرارة، كما تقول الدراسة.
تذكري الأمور التي يتعين أن تكوني راضية وممنونة لوجودها في حياتكِ واتركي الأشياء التي لا يمكنك التحكم بها. المهم كما تنصح الدراسة هو أن تتذكري أن بعد كل ليلة يأتي صباح جديد يحمل معه الكثير من الفرص.
الاستيقاظ من الساعة 01.00 و03.00 صباحًا
هذا الحال يشير صحيّا (حسب نظرية خطوط الطول في الجسم) إلى أن كبدكِ يعمل بمشقة، وأنك تحملين في أعماقك غضبا مكبوتا قد لا تعرفين سببه بالضبط.
لا تعرفين سبب الغيظ المكبوت لكنك تلمسين نتائجه بعدم الاستقرار في النوم والتقلب الكثير، وستلاحظين أن الإفاقة خلال هذه الفترة الليلة تجعل العودة للنوم أكثر صعوبة.
تقول الدراسة إنه بدلا من الدخول في دورة من السلبية، يجب عليكِ النهوض من السرير، وشرب كوب من الماء، والقيام ببعض تمارين التنفس أو الاسترخاء، بما ييسّر العودة للفراش.
الاستيقاظ بين الساعة 03.00 و05.00 صباحًا
إن كنت تستيقظين في مثل هذا الوقت باستمرار فاعلمي أن هذا الوقت هو وقت التعبير عن الأعراض المرتبطة بنشاط الرئة، وهي التي – بحسب نظرية خطوط الطول- المسؤولة عن عاطفة الحزن.
لذا فأنت تحاولين احتواء عدد غير قليل من حسرة القلب، خاصة في المجال الرومانسي، وهذه مشاعر تثقل كاهلك. قد تكون ذكريات وترسبات من الماضي، لكن الأغلب أن تكون مشاعر جديدة نسبيًا لم تخلصي منها. لذا، حاولي التحدث عما تشعرين به مع الأصدقاء المقربين، أو كتابة مذكرات لتفريغ شحنة الاحتباس العاطفي، أو حتى الاتصال بمحترف للتخلص من بعض العبء .
ستلاحظين في وقت قصير أنكِ تنامين بشكل أفضل وتشعرين بمزيد من التفاؤل خلال النهار؛ ما قد يساعدك أيضًا على التغلب على الأزمة والمضي قدمًا في حياتكِ.
الاستيقاظ بين الساعة 05.00 و07.00 صباحا
تقول نظرية خطوط الطول في أجسامنا، إن هذه الفترة هي فترة عمل القولون. إن استيقظت فيها فهذا يعني أنك تتعاملين مع حواجز عاطفية لا تظهر للآخرين. قد يبدو للمراقب الخارجي أن حياتكِ تسير بسلاسة، لكنكِ أنتِ وحدكِ فقط تعرفين ما يزعجكِ حقًا .
لعلاج هذه الحالة، يمكنكِ البقاء في السرير أو الذهاب إلى الحمام للسماح للجسم بالاسترخاء والحصول على وقت أسهل للعودة إلى نوم قصير حتى يحين وقت استيقاظكِ.
ومع ذلك، إذا استيقظت مبكرا مرة بعد مرة وشعرت بالتعب طوال بقية اليوم، فيجب عليكِ حقا النظر في مشاكلك بالحواجز العاطفية غير المنظورة، وإيجاد حل لها. علما أننا في بعض الأحيان، تستمر معنا الأشياء التي نعتقد أنها مرت، وتترك بصماتها علينا؛ ما يجعل النوم أكثر صعوبة.