وسط التخبط الذي شهدته ولا تزال شركة تويتر العملاقة خلال الأيام الماضية، مع التغييرات التي بدأت تتكشف، فضلا عن طرد العشرات من الموظفين، يبدو أن حملة الانتقادات ضد إيلون ماسك آخذة في التصاعد. فقد اعتبر بروس دايزلي، نائب رئيس تويتر لأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا من 2015 إلى 2020، أن مالك المنصة الشهيرة الجديد "لا يعرف ما الذي يفعله”. وشدد المسؤول التنفيذي الرفيع السابق، على أن تصرفات الملياردير الأميركي "تثير قلق الجميع”، لاسيما بعد أن أوقفت كبرى الشركات التجارية إنفاقها الإعلاني على المنصة.
كما أعرب عن شعوره بالصدمة بسبب التغييرات "غير الديمقراطية” التي شهدها تويتر منذ مجيء ماسك، وفق قوله. إلى ذلك، أضاف في تصريحات لبودكاست The News Agents أمس "أعتقد أن إيلون كان يظن أنه سيأتي ويحل كل المشاكل لكنه سيدرك بسرعة كبيرة أن الأمر أكثر تعقيدًا بكثير”. وأردف "من الواضح جدًا عبر كل إجراء عام اتخذه منذ استحواذه على العصفور الأزرق أنه لا يعرف ما الذي يفعله”. وكان رئيس تسلا الذي تولى رسمياً قبل أكثر من أسبوع إدارة تويتر، عمد يوم الجمعة الفائت إلى تسريح نصف عدد العاملين في الشركة، ومن ضمنهم الفريق المعني بحقوق الإنسان، بعد أن فصل بوقت سابق 4 من كبار المسؤولين التنفيذيين فيها.
ما دفع الأمم المتحدة حتى إلى الإعراب عن قلقها مما يجري، إذ بعث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أمس السبت، رسالة مفتوحة إلى ماسك، حثه فيها على "ضمان أن تكون حقوق الإنسان شيئا أساسيا بالنسبة لإدارة تويتر”. يذكر أن أغنى أغنياء العالم، كان أعلن رسمياً أمس أيضاً، فرض تسعيرة 8 دولارات شهرياً مقابل وضع العلامة الزرقاء على الحسابات المحققة، ما أثار موجة استياء عارمة وانتقادات شتى على وسائل التواصل الاجتماعي. إلا أن الرجل المثير للجدل لم يأبه للحملة التي تعرض لها على مدار الأيام الماضية، مؤكداً ألا مفر من تلك الإجراءات، سواء تسريح الموظفين أو فرض الرسم الشهري، من أجل تعويض الخسارات الفادحة التي يتكبدها العصفور المغرد.