تشرفت يوم أمس وزوجتي بالمشاركة في الإحتفال الخاص الذي نظمته المدرسة المعمدانية برئاسة مديرتها المميزة السيدة يارا القسوس لتكريم الطلبة المتفوقين للعام الدراسي ٢٠٢٢/٢٠٢١ والذي اتصف بالحفل المميز والرائع وعكس التميّز في التعليم كشعار المدرسة (التميّز في التعليم -التعليم للحياة).
فإضافة للكلمات والعروض الموسيقية من فرقة المدرسة تم عرض فيلم مقابلات مع خريجي المدرسة من مكان إقامتهم ودراستهم الجامعية في الأردن وخارجها وتعبيرهم عن إمتنانهم لما تلقونه من علوم ومعرفة وإنسانية وروحانية مكنتهم من العبور الى طريق الحياة الأوسع والأكبر من خلال دراستهم الجامعية في مختلف التخصصات التي ستثري هذا الوطن وستسهم في خدمة الإنسانية حيثما حلَّ هؤلاء الخريجين، فهم سفراء الأردن ورسالته العظيمة بقيادته الهاشمية الحكيمة التي تؤمن بقدرات شعبها وبكنوز إنسانها الذي هو حقا أغلى ما يملك الأردن من ثروات لأنه يشكل الثروة الحقيقية القادرة على التغيير وإحداث النقلة النوعية في حياة الناس والمجتمعات. فأهم ما نورثه لأبنائنا هو ليس المال والمادة بل العلم الذي لا يفنى ولا يضمحل ولا يصدأ بل يقوى ويشتد مع الزمن ويحلق به أبناؤنا عاليا بأجنحة كالنسور فوق كل الصعاب والتحديات التي تعصف بوطننا وعالمنا.
وبإختصار نقول للمدرسة المعمدانية شكرا على رسالتك التربوية والإنسانية التي تقدميها للمجتمع الأردني ولكل أطيافه معززة بذلك روح الأخوة الإسلامية المسيحية ومعمقة مفهوم المواطنة كما جاء في كلمة معالي وزيرة الثقافة هيفاء النجار الإنسانة بحجم الوطن بأنه مهما حلقنا في عالمنا لنحقق أحلامنا وطموحنا إلا أنه علينا ان نبقي أرجلنا بتواضع على أرض بلادنا المقدسة العامرة بالزعتر والزيت والزيتون رمز وجودنا وصمودنا وعطائنا ورمز البركة الإلهية التي تشع بقلوبنا وتنير قناديل الحياة من خلال إيماننا بالحياة وبهذا الكون وخالقه وتواصلنا الإنساني مع بعضنا البعض كأهم عنصر لنحقق النجاح. فمثل هذا التواصل الأخوي والإنساني المحب والصادق نقدر أن نبدع بعلومنا وإنجازاتنا بفضل مؤسساتنا التربوية والتعليمية وفضل معلمينا الذين هم أيضا رسل في أخلاقهم وقيمهم وعطائهم ومحبتهم التي تعكس الرسالة العظيمة والأمانة التي ينقلونها لأبنائنا الطلبة بكل مهنية واقتدار.
فرعاية وحضور وتفاعل معالي وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار شخصيا مع مثل هذا الحفل وإبتسامتها العريضة وإحتضانها للطلبة المتميزين خير مثال على إهتمام الدولة الأردنية بالإبداع والمبدعين ودعمهم بكل السبل والإمكانات، فما من شك أن وزارة الثقافة تكمل دور وزارة التربية والتعليم وتسهم في صقل الجيل الصاعد ثقافيا وفنيا وإنسانيا وحضاريا، فحلم أبنائنا لا ولن ينتهي بل سيبقى متجددا لتحقيق الذات وخدمة المجتمع والوطن والإنسانية جمعاء