تتولى شركة الإطلاق الفضائي التجاري اليابانية «آي سبيس»، عن طريق مركبة الهبوط «هاكوتو - آر»، تقديم خدمات توصيل «المستكشف راشد» والمعدات الخاصة بمشروع الإمارات لاستكشاف القمر، وتوفير الاتصالات السلكية والطاقة في مرحلة الاقتراب من القمر.
والاتصالات اللاسلكية بعد الهبوط، إذ يعتمد المستكشف في مهمته في اتصاله مع فريق المحطة، على مركبة الهبوط اليابانية، التي تعمل وسيطاً للاتصال بين المستكشف والمحطة الأرضية.
تركيب ناجح
وشهدت الأيام الماضية إدخال «المستكشف راشد» مركبة الهبوط «هاكوتو - آر»، حيث تم نقلهما إلى كيب كانافيرال في ولاية فلوريدا الأمريكية، وذلك استعداداً لانطلاق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، الذي تقرر له بعد 22 نوفمبر الجاري على متن الصاروخ الأمريكي «space x» وستستغرق الرحلة نحو من 3 إلى 4 أشهر للوصول بنجاح إلى سطح القمر.
سيناريوهات
وأجرى فريق المشروع عمليات تحضيرية تناولت سيناريوهات وصول «المستكشف راشد» إلى سطح القمر، والتي شملت إخراج الذراع التي تحمل الكاميرا من الوضع الأفقي إلى الوضع الرأسي، ويعتمد نجاح المهمة على تنفيذ هذه الخطوة بشكل أساسي، فيما تلتها عملية إخراج هوائي الاتصال الذي ينشط قوة وقدرة الاتصال، والذي يتم إخراجه بعد وقت قصير من الهبوط على سطح القمر، بهدف التأكد من عمل شبكة الاتصال.
انفصال آمن
وستبدأ المهمة العلمية للمستكشف بعد الوصول إلى سطح القمر بنجاح، ويتم الانفصال عن مركبة الهبوط «هاكوتو - آر»، وتصل الفترة المقررة لتنفيذ مهمة «المستكشف راشد» إلى يوم قمري واحد، أي ما يعادل 14 يوماً من مثيلاتها في كوكب الأرض.
وفي هذه الفترة يجب مراعاة أن يكون المستكشف على مسافة قريبة من مركبة الهبوط، وأن يكون هناك خط رؤية مستقيم بينهما، إذ تساعد كل هذه العوامل على ضمان جودة إشارات الاتصال ومن ثم نقل البيانات والصور لفريق المحطة الأرضية بكفاءة عالية.
كفاءة
واختار مركز محمد بن راشد للفضاء شركة «آي سبيس» اليابانية لتنفيذ هذه المهمة استناداً إلى كفاءة الإمكانات التكنولوجية للشركة، وذلك بعد إجراء تقييم شامل لشركات منافسة متخصصة في خدمات توصيل الحمولات والمعدات إلى سطح القمر.
ومن جهتها، ستتركز العمليات الرئيسة في اليوم القمري وهو مدة المهمة المقررة، وستتبعها مرحلة سكون للمستكشف وستكون في فترة الليل وتبلغ 14 يوماً أخرى، وسيتم أثناءها إغلاق أنظمته كافة، لتوفير طاقته والاستفادة منها، وبحث ما إذا كانت هناك فرصة لتمديد المهمة من عدمه.
تحديات مهمة
ومن المتوقع أن يواجه «المستكشف راشد» العديد من التحديات المتعلقة بالبيئة الصعبة على سطح القمر، إذ يحظى القمر ببيئة أقسى من بيئة المريخ، وتصل درجة الحرارة فيها إلى 173 درجة مئوية تحت الصفر، في حين تبرز خصائص التربة القمرية الصعبة، والخصائص الحرارية للهياكل السطحية وغيرها من العوامل التي قد تشكل تحديات أمام مهمة المستكشف.
1000 صورة
وسيرسل المستكشف على الأقل 1000 صورة سيحلل بياناتها فريق علمي إماراتي من مهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء، ومن المقرر أن تتضمن المعلومات المرسلة من المستكشف راشد، صوراً للهبوط على سطح القمر، والصور السطحية الأولى، وصوراً ليلية للأرض، وصوراً حرارية، وصوراً ذاتية.
فيما يعد القمر منصة مثالية لاختبار التقنيات والمعدات الجديدة التي سيتم استخدامها مستقبلاً في بعثات استكشاف الفضاء الخارجي ومنها المريخ، إذ يتيح الهبوط على سطح القمر اختبار تعرض أجهزة الاستشعار، وغيرها من التقنيات لبيئة الفضاء فترات طويلة، وسوف يختبر المستكشف تقنيات جديدة على سطح القمر كونه البيئة الأمثل لمثل هذه الاختبارات.