كثيرة هي المشاهد المروّعة التي يسهل تناقلها اليوم عبر وسائل التواصل الإجتماعي وبسرعة البرق وتهدف إلى قتل الحياة وإغتيالها.
فقد شاهدنا المنظر المروّع بالتفجير الإرهابي الذي ضرب شارع الإستقلال يوم أمس في تركيا وأسفر عن سقوط الضحايا الأبرياء من جراء أعمال إجرامية لا توفّر أحداً بل تحصد بطريقها الأخضر واليابس وتغتال فرحة الحياة وبراءة الطفولة والحياة البشرية.
وفيديو آخر مروّع يتم تداوله اليوم عبر وسائل التواصل الإجتماعي يتمثل بقطع جيش الإحتلال الإٍسرائيلي ألفي شجرة زيتون معمرة يزيد عمرها على الخمسة قرون من النوع الرومي القديم وسط مقاومة بائسة من أصحابها العزّل لإنقاذها أمام جنود مدججين بالسلاح. فشجرة الزيتون تشكل للفلسطيني عصب الحياة كمصدر رزقهم وحياتهم ولا يقّل حبهم لها عن حبّهم لأبنائهم وحبهم للأرض، فشجرة الزيتون بالذات هي شجرة الحياة للفلسطيني صاحب الأرض التي ورثها عن آبائه وأجداده وتعلّق بها وأصبحت توأم الروح. فقطعها أو خلعها أو إجتثاثها هو إجتثاث للحياة وموت موجع لا يُوصَف.
فإلى متى يستمر هذا المسلسل المستمر والمؤلم بحق البشر والشجر وبحق الإنسان والإنسانية؟ إلى متى يستمر الإعتداء على الأرض وتغيير معالمها؟ إلى متى يستمر القهر والظلم؟ فلا عجب أن يبكي الإنسان زيتونه كما يبكي وينوع على أبنائه، فماذا يعوّض عن خسارتها التي لا تعوض بل مزيداً من سنين الآلام والمعاناة ؟ ولا عجب أن تَخلق هذه الأفعال المشينة مزيداً من تمسك الإنسان بأرضه والإستعداد للذوذ عنها بحياته لأن الحياة بدونها موت ومذلة.