ثلاث حروب إقليمية ورابعة معركة أهلية، ما بين أواخر الأربعينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي أعادت رسم الجغرافيا السياسية للمنطقة كان فيها بادي عواد الرديني على ظهر الدبابة في خطوط التماس؛ محارباً وشاهداً.
هذا الكتاب يريده الرجل أن يكون معركته الخامسة يخوضها هذه المرة ب السلاح الناعم وعلى جبهة مدنية طويلة الأمد.
هي سيرة ذاتية أو توثيقُ شفهي في التاريخ السياسي الأردني الحديث، حيث الكتب في هذا المجال التوثيقي قليلة جداً.. فالسياسيون، وبالأحرى المتقاعدون العسكريون، الذين نهضوا بمسؤولية استذكار وتدوين ما كانوا شركاء في صناعته أو شهوداً عليه ما زالوا ندرة
بادي عواد واحد من هذه الندرة وإن تميّز عنهم بـ «صوفية بدوية فدائية تجعله يسجل كل ما رآه بعفوية موجعة،
دون أن يخشى إحراج الأصدقاء أو شراء وجع الرأس، أو عداوات الكثيرين ممن ما زالوا أحياء أو ممن توارث أبناؤهم السلطة والتنفذ.
أبو أمجد، ذاكرته الثمانينية ما زالت مشتعلة بتفاصيل ما أغفلته كتب مؤرخي السلاطين»، الذين يراهم امتهنوا تشويه دور الأردن وإغفال بطولات جيشه المصطفوي وتبخيس نضالات عشائره .
كنت أقول له إن هذا الجزء من الكتاب لن يمر من الرقابة والمحاكمة، وذاك اللفظ سيخلق لك مشكلة.
كان يجيب ليكن فالكتاب أريده تذخيراً للأجيال القادمة، مؤمناً بأن الوقت قد حان لتصحيح التشويه المبرمج الذي تعرض له التاريخ الحديث لهذا البلد كما تعرض له البدو والعشائر الأردنية. ..
الأردن لَمَنْ؟ كتاب يحمل شحنة عالية من الصدمة العلاجية.. هكذا أراده صاحبه.. وأعتقد أن بادي عواد حقق الكثير مما أراد.