الأوهام هي اعتقاد خاطئ عن شيء غير صحيح أو غير حقيقي، ويعتقد الأشخاص الذين يعانون من الأوهام أنها صحيحة حتى عند تلقيهم أدلة تنفي صحتها، وغالبًا ما تكون الأوهام علامة على وجود اضطراب أساسي في الصحة العقلية، مثل الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب أو الخرف أو الاضطراب الوهمي.
ويمكن أن تكون الأوهام أيضًا علامة على إصابة الدماغ أو التسمم أو أحد الآثار الجانبية لمرض آخر، بينما تستند الأوهام على الأحداث التي يمكن أن تحدث بالفعل في الحياة الواقعية، وتشمل أنواع الأوهام الاضطهاد، والهوس، والعظمة، والغيرة. وغالبًا ما تحدث الهلوسة مع الأوهام، ويمكن أن تكون هذه الهلاوس مرئية (رؤية أشياء غير موجودة) أو سمعية (سماع أصوات).
أبرز أنواع الأوهام النفسية
1-أوهام الاضطهاد
يعتقد المصاب بأوهام الاضطهاد أن شخصًا ما يحاول النيل منه (المصدر: Adope Stock)
أوهام الاضطهاد هي أكثر أنواع الوهم شيوعًا، حيث يعتقد الشخص أن شخصًا أو شيئاً ما يحاول النيل منه، ويمكن أن يشمل ذلك شخصًا آخر، أو آلة، أو مؤسسة أو منظمة بأكملها.
وتعتبر أوهام الاضطهاد شكلًا متطرفًا من جنون الارتياب، بينما تشمل الأعراض التي تحدث غالبًا مع أوهام الاضطهاد ما يلي:
-القلق؛
-صعوبة النوم؛
-الكآبة؛
-الأفكار السلبية عن الذات.
2-أوهام العظمة
يعتقد الأشخاص الذين يعانون من أوهام العظمة أنهم متفوقون على الآخرين، ويمكن أن تمنح هذه المعتقدات الشخص إحساساً بالانتماء وتقدير الذات، فهو يعتقد أن لديه قوى خارقة، أو أنه من المشاهير أو أكثر أهمية من غيره.
وأوهام العظمة شائعة، إذ تؤثر على حوالي ثلثي الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب ونصف الأشخاص المصابين بالفصام، ويمكن أن تؤدي أوهام العظمة إلى سلوكيات محفوفة بالمخاطر أو خطيرة.
3-أوهام الغيرة
أوهام الغيرة تجعل الشخص يعتقد أن شريكه غير مخلص ويبحث باستمرار عن دليل على صحة اعتقاده، وهذا يختلف عن الغيرة النموذجية التي يعاني منها الكثيرون، وغالبًا ما تتسبب أوهام الغيرة في سلوكيات متطرفة، مثل البحث في الفراش والملابس وحتى في جسد الطرف الآخر عن دليل على الخيانة الزوجية.
4-أوهام جسدية
يعتقد الشخص المصاب بالأوهام الجسدية أن هناك شيئًا ما خطأ في جسده، ويمكن أن تكون هذه الأوهام حول الأمراض أو الحالات التي تحدث في الحياة الواقعية، مثل الإصابة بالسرطان أو الحمل، أو أشياء أكثر غرابة، مثل التواء العظام حول بعضها البعض، أو فقدان الأعضاء الداخلية، أو الأوردة التي تسير في الاتجاه الخاطئ.
وغالبًا ما يخضع الأشخاص المصابون بأوهام جسدية لأنواع مختلفة من الفحوص الطبية، ولكنهم ما زالوا يعتقدون أن هناك شيئًا خاطئًا معهم على الرغم من نتائج الاختبارات الطبيعية.
5-أوهام مختلطة أو غير محددة
يمكن أن يكون لدى الشخص أيضًا أوهام يتم تصنيفها على أنها "مختلطة" أو "غير محددة"، وتعني الأوهام المختلطة أن لدى الشخص أنواعًا متعددة من الأوهام.
تصنيف الأوهام
يمكن أيضًا تصنيف الأوهام بناءً على موضوعها الأساسي، بما في ذلك:
1-الاضطهاد: يمثل الوهم الأكثر شيوعًا، إذ يعتقد الأشخاص الذين يعانون من هذه الأوهام أن الآخرين يسعون لإيذائهم.
2-الحب: يتمحور هذا الموضوع حول الاعتقاد الخاطئ بأن شخصًا ما يحب الإنسان الذي يعاني من الأوهام، وفي كثير من الأحيان، لم يقابل الشخص الذي يعاني من الأوهام هذا الإنسان الذي يعتقد أنه يحبه.
يعتقد المصاب بالوهم أنه شرير أو أنه دمّر عائلته أو ارتكب خطيئة لا تُغتفر (المصدر: Adope Stock)
3-الشعور بالذنب أو عدم الجدارة: يجعل هذا الموضوع الشخص يعتقد أنه شرير أو أنه دمّر عائلته، وغالبًا ما يعتقد أنه ارتكب خطيئة "لا تُغتفر" ويستحق العقاب عليها إلى الأبد. وغالبًا ما تكون الأوهام التي تتمحور حول الشعور بالذنب عدم الجدارة مصحوبة بتدني احترام الذات والاكتئاب.
4-النفي والعدمية: يتركز هذا الموضوع على الاعتقاد بأن شيئًا ما أو شخصًا ما لم يعد موجودًا، وقد يعتقد الشخص المصاب بهذه الأوهام أنه ميت بالفعل، أو أن جزءًا من جسده مفقود، كما يمكنه أيضًا الاعتقاد بأن العالم لم يعد موجودًا، وغالبًا ما تحدث الأوهام العدمية مع الاكتئاب.
علاج الأوهام النفسية
الخطوة الأولى في علاج الأوهام هي تحديد السبب الأساسي، وغالبًا ما يتم علاج الأوهام التي هي جزء من حالة الصحة العقلية بالعلاج النفسي والأدوية.
وإذا كنتِ تعيشين مع شخص يعاني من الأوهام، ففكري في زيارة اختصاصي الصحة العقلية للحصول على الدعم والنصائح للتعامل مع الأوهام عند حدوثها تجنبًا لتفاقم الأعراض الخطيرة.