قدوة مارادونا صاحب الشخصية المثيرة للجدل بأخلاقه وتصرفاته والده ، بينما هذا الجيل الذي نعاصره عندما تسأله يرد عليك "إن اللاعب والفنان والمغني والراقص مايكل قدوته" ، بينما والده الذي دفع عليه (دم قلبه) من أموال ودرسه في الجامعة لا يعتبره شيئا .
أذكر عندما كنت طالبا في الجامعة ، دُعيت ومجموعة من الطلبة عند أحد من الطلبة ، فلما جُهزت وجبة الغداء ،سألت مباشرة عن والده لكي يحضر معنا ، وقتها تحدث الطالب أن والده غير متعود ويجلس مع الشباب ولا يود أن يحرجهم ، وقتها شعرت بالغضب وأقسمت على حضوره ، فلما سمع صوتي جاء وتعذر لي قائلا:" إننا شباب ويجب أن توخذوا راحتكم" ، فقلت له "فيك البركة يا حج "، فلما جلس معنا طيلة الجلسة وهو يناظرني بنظرات مستمرة ، ويحدق بي طويلا ويراقب حديثي عندما أتحدث شعرت وقتها بالإحراج من تصرفاته ، خشيت أنني سببت له الإحراج ، فقد كان على مدار الجلسة يسأل عن اسمي واسم والدي وعشيرتي، فلما غادرنا أحببت أن أودعه ، وكان في غرفة ثانية ، أصابني الفضول لسؤاله عن السبب في نظراته لي واستفساره عن اسمي طيلة الجلسة، بينما آخرون من الطلبة كان يهمشهم في الحديث والسؤال ، فأجاب وهمس في أذني بعد أن أخذني بعيدا عن ولده والطلبة قائلا بلهجة عامية :" طول عمر ابني بعزم أصحابه على غداء على حلويات على جلسات قهوة ولعبة شدة وبتشجيع مني كوني مقتدر ولله الحمد وما عمر واحد من أصحابه سأل عني أو كلف نفسه يحكي لابني أنه أحضر معهم على سبيل المثال الغداء ، فاستغربت تصرفك من دون الجيل الذي كان يحضر عند ولدي باستمرار وكنت أشاهدهم وهم يدخلون البيت و شعرت أنهم لا يقدرون الكبير ولا صاحب البيت ، لهذا استغربت منك التصرف هذه المرة ، فعرفت أنك لست من الذين يحضرون دائما عند ولدي ، فأحببت أن أعرف أسمك ونسل والدك وعشيرتك الطيب، وقتها شعرت أن الجيل الحالي لسا في خير ، كنت اعتقد أن إبني ومن يأتي عنده يمثلون هذا الجيل الذي لا يحترم الكبير ، فلما شاهدتك ايقنت أن الدنيا لسا بخير " ، فشكرته بحرارة وقبلت رأسه ، فقال وهو يضحك ويبتسم :" وكمان قبلة على الرأس لا هيك كثير لازم تعطي شوية من اخلاقك وتصرفاتك لابني خليه يصير يحترم والده....
عندما سأل اسطورة كرة القدم دييجو مارادونا عن قدوته في كرة القدم فرد قائلاً : كان أبي فقيراً و يذهب للعمل من الصباح حتى الليل ، كان يعمل أعمالاً شاقة ولكنه بعد أن يعود للمنزل كان يخبرنا بأنه كان يذهب في نزهة ليجلب لنا ألعاباً نلعب بها وكان حريصاً في نهاية كل شهر أن يكمل لي مستلزماتي في لعب كرة القدم عندما أصبح عجوزاً أصبحت أرعاه أكثر من أطفالي لأنسيه مرارة تلك الأيام الشاقة