تنتمي عشبة كف مريم تنتمي إلى الفصيلة اللويزية (بالإنجليزية: Verbenaceae)، واسمها العلمي Vitex Agnus-Castus، وهي شُجيرةٌ تحمل ثماراً يعادل حجمها حجم حب الفلفل الأسود، وأزهاراً بنفسجيّة اللون، وتُعدًّ ثمارُ عشبة كف مريم المجفّفة وأوارقُها الأجزاءَ الشائعة والمستخدمة، ويعود الموطن الأصلي لهذه العشبة إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، وغرب آسيا، وقد أصبحت تُزرع في الأجزاء الجنوبية الشرقية من أمريكا الشمالية في الوقت الحالي.
الفوائد الصحية لعشبة كف مريم
فيما يأتي بيان للفوائد الصحية لعشبة كف مريم بشيءٍ من التفصيل:
تخفيف ألم الثدي
قد يُساعد تناول عشبة كف مريم على تخفيف ألم الثدي بالإنجليزية (Mastalgia) فقد أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلّة The Breast إلى أنَّ المحلول الذي يحتوي على مستخلص عشبة كف مريم يمكن أن يكون فعالاً ومفيداً في تخفيف ألم الثدي، ولكنَّ هذه الفعالية تحتاج إلى مزيد من التقييم والدراسات العلمية لإثباتها.
تخفيف أعراض الاضطراب المزعج السابق للحيض
أشارت بعض الأبحاث العلمية إلى أنَّ عشبة كف مريم يمكن أن تُخفف من الأعراض الجسدية للاضطراب المزعج السابق للحيض (بالإنجليزية: Premenstrual dysphoric disorder) مثل: التورّم، وآلام الثدي، والتشنّجات، بشكلٍ أفضل من تأثيرها في الأعراض النفسية.
تخفيف أعراض المتلازمة السابقة للحيض
يمكن أن يساعد تناول عشبة كف مريم على تقليل بعض أعراض المتلازمة السابقة للحيض (بالإنجليزية: Premenstrual syndrome) ، وبشكلٍ خاص ألم الثدي، والإمساك، والانفعالية، والاكتئاب، وتغيرات المزاج، والغضب، والصداع لدى بعض النساء، ولكنَّها قد لا تؤثر في الانتفاخ الناجم عن هذا الاضطراب،إضافة لإمكانية استخدام عشبة كف مريم لتنزيل الدورة والتخلص من أعراض المتلازمة السابقة للحيض.
تعزيز الخصوبة
يُعدُّ تأثير عشبة كف مريم في تعزيز الخصوبة غير واضح، فقد أشارت مراجعةٌ منهجيةٌ تضمّ 43 دراسةً نُشرت في مجلة Electronic Physician عام 2017، إلى أنَّ عشبة كف مريم قد تكون مفيدة في حالات العقم لدى النساء والرجال على حد سواء، إذ تحتوي ثمار هذه العشبة على حمض اللينوليك (بالإنجليزية: Linoleic acid) القادر على الارتباط بمستقبلات هرمون الإستروجين، مُسبباً بذلك تحريضاً لبعض جينات الإستروجين، كما أنَّها تحتوي على الإستروجين النباتي (بالإنجليزية: Phytoestrogen) الانتقائية بشكلٍ خاص لمستقبلات الإستروجين.
وقد بيّنت دراسةٌ أُخرى نُشرت في مجلة BMC Complementary Medicine and Therapies عام 2014، أنَّ عشبة كف مريم تحتوي على مجموعةٍ متنوعةٍ من المُركّبات التي ترتبط بمستقبلات الدوبامين D2 في الدماغ، والتي يمكن أن تُقلل من إفراز هرمون البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin).
من الجدير بالذكر أنَّ ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين قد يؤدي بشكل غير مباشر إلى تقليل إفراز هرمون البروجسترون في المرحلة الأصفرية (بالإنجليزية: Luteal phase) من الدورة الشهرية، كما أنَّ فرط برولاكتين الدم الساكن يرتبط بالعقم، وبالتالي فإنَّه من الممكن لعشبة كف مريم أن تعزّز الخصوبة لدى النساء من خلال تقليل مستويات هرمون البرولاكتين، وتنظيم فترات الحيض، إلّا أنّ ذلك ما زال بحاجةٍ إلى المزيد من الدراسات لتأكيده.
أمَّا بالنسبة للذكور فقد أشارت دراسةٌ مخبرية نُشرت في Pakistan Journal of Biological Sciences عام 2007، إلى أنَّ مستخلص عشبة كف مريم يمكن أن يكون مفيداً لحالات العقم المرضية عند الرجال، وذلك عن طريق زيادة هرمون مُلَوتِن (بالإنجليزيّة: Luteinizing hormone) أو الهرمون المنشط للجسم الأصفر، وهرمون التستوستيرون، ، ولكن ما زالت فعالية هذه الفائدة بحاجة للمزيد من الدراسات.
تخفيف غزارة الطمث
يمكن لعشبة كف مريم أنّ تساعد على تخفيف غزارة الطمث (بالإنجليزية: Menorrhagia)؛ فقد أشارت دراسةٌ أوليةٌ نُشرت في Scandinavian Journal of Caring Sciences عام 2013، إلى أنَّ عشبة كف مريم فعالة ومفيدة في تخفيف النزيف الناجم عن اللولب الرحمي (بالإنجليزية: Intrauterine device)،ولكنَّ العديد من الدراسات بيّنت أنَّ استهلاك هذه العشبة لم يكن لها تأثيرٌ واضح وكبير في تخفيف نزيف الطمث.
تقليل خطر الإصابة بتضخُّم البروستاتا
يحدث تضخم البروستاتا الحميد (بالإنجليزية: Prostatic hyperplasia) عند معظم الرجال مع التقدم في العمر، بينما يحدث سرطان البروستاتا بمجرد أن تبدأ خلايا غدة البروستاتا في التكاثر بشكلٍ خارج عن السيطرة.
وقد أشارت دراسةٌ مخبريةٌ نُشرت في مجلة Planta Medica عام 2005 إلى أنَّ مستخلص عشبة كف مريم قد يُفيد في تقليل نمو وانتشار الخلايا، وتحفيز موت خلايا المبرمج (بالإنجليزية: Apoptosis) في خلايا البروستاتا البشرية، لذا يمكن أن يكون لهذه العشبة تأثير مفيد في تقليل خطر الإصابة، والتحسين من حالة تضخم البروستاتا الحميد، وسرطان البروستاتا،
تخفيف الأعراض المصاحبة لانقطاع الطمث
ترتبط فترة انقطاع الطمث بانخفاض طبيعي في الهرمونات التناسلية الأنثوية، كالإستروجين، والبروجسترون، وتصاب الكثير من النساء خلال هذه الفترة بمجموعةٍ متنوعةٍ من الأعراض، مثل: عدم انتظام الدورة الشهرية، والجفاف المهبلي، والقشعريرة، والتعرق الليلي، والهبّات الساخنة، وجفاف الجلد.
وقد أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلّة Complementary Therapies in Nursing & Midwifery عام 2003، إلى انخفاض أعراض انقطاع الطمث بشكلٍ ملحوظ لدى مجموعةٍ النساء اللواتي استخدمنَ الزيت العطري المستخرج من ثمار وأوراق عشبة كف مريم.
كما أشارت دراسةٌ أخرى نُشرت في مجلّة Planta Medica عام 2014، إلى أنَّ عشبة كف مريم يمكن أن تساعد على زيادة مستويات هرمون البروجسترون لدى إناث الفئران، الأمر الذي قد يساعد على تخفيف أعراض انقطاع الطمث، ولكنَّ الأدلة العلمية المتوفرة غير كافية لدعم استخدام عشبة كف مريم لتخفيف أعراض انقطاع الطمث، وهناك حاجة للمزيد من الدراسات القوية لتأكيد هذه النتائج الأولية.
تخفيف القلق المرتبط باضطراب الهرمونات الأنثوية
فقد أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلة KNOWLEDGE AND HEALTH عام 2014، إلى أنَّ مستخلص عشبة كف مريم قد ساعد على تخفيف القلق لدى النساء المشاركات في الدراسة والمصابات بألم الثدي.
فوائد أخرى
يُمكن استخدام عشبة كف مريم للتنحيف، وقد تفيد أيضًا في بعض الحالات الصحية الآتية، ولكن لا توجد أدلة كافية على فعاليتها في ذلك:
التأثير إيجابيًا في مرض الخرف.
تخفيف التورّم.
دراسات أخرى حول فوائد عشبة كف مريم
أظهرت دراسةٌ نُشرت في مجلة Basic and Clinical Neuroscience عام 2015 والتي أُجريت على إناث الفئران اللواتي خضعن لاستئصال المبيض، إلى أنّ مستخلص عشبة كف مريم يمكن أن تساعد على تحسين مستويات الذاكرة والتعلم؛ حيث إنَّه يساهم في زيادة التعبير الجيني لمستقبلات الإستروجين، ومن الجدير بالذكر أنَّ انخفاض مستوى هرمون الإستروجين يُعدُّ أحد العوامل المسبّبة لتراجع مستويات التعلّم والذاكرة لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
أشارت دراسةٌ مخبريةٌ نُشرت في مجلّة Phytotherapy Research عام 2009، إلى احتواء نبات كف مريم على مركبات نباتية تمتاز بخصائص قوية مضادّة للالتهاب.
كيفية استخدام عشبة كف مريم
بشكلٍ عام تُستخدم ثمار عشبة كف مريم كتوابل بديلة للفلفل، وتُستخدَم أوراقها العطرية كتوابل أيضاًوتتوفر هذه العشبة على شكل مكمّلاتٍ غذائيّة، كما تتوفر ثمارها المجفَّفة على شكل سائل، أو كبسولات، أو حبوب.
من الجدير بالذكر أنَّه لا تتوفر أدلة علمية كافية لتحديد الجرعة الموصى بها من عشبة كف مريم، وقد تعتمد الجرعة المناسبة للشخص على عوامل متعدّدة، كالعمر، والحالة الصحيّة، ونوعية المكمّل الغذائي المستخدم، ويُنصح باستشارة الطبيب قبل البدء بتناول مُكمّلات عشبة كف مريم الغذائية.
أما بالنسبة لطريقة استخدام عشبة كف مريم للشعر فيمكن غلي العشبة بكمية قليلة من الماء إلى أنّ يتغير لون الماء للون الداكن، ويترك إلى أنّ يبرد قليلًا ثم تدلك فروة الرأس به ويترك لمدة 10 دقائق على الشعر قبل غسله.
أضرار عشبة كف مريم
درجة أمان استخدام عشبة كف مريم
يُعدُّ مستخلص ثمار كف مريم غالباً آمناً عند تناوله بكمياتٍ معتدلة مدّة تصل إلى 3 أشهر، وقد تظهر بعض الآثار الجانبية نتيجةً لتناوله، ولكنَّها غير شائعة، وتتضمن: اضطراب المعدة، والغثيان، والحكة، والطفح الجلدي، والصداع، وحب الشباب، وصعوبة في النوم، وزيادة الوزن، وقد لاحظت بعض النساء تغيّراً في تدفق الدورة الشهرية عند البدء استهلاك كف مريم.
من الجدير بالذكر أنَّه يجب تجنّب استخدام هذا النبات خلال فترتي الحمل والرضاعة الطبيعية، إذ من المحتمل عدم أمانه عشبة كف مريم للحمل لاحتمالية تداخله مع الهرمونات في الجسم.
محاذير استخدام عشبة كف مريم
يُمكن أن يؤثر نبات كف مريم في بعض الحالات الصحيّة، ويمكن أن يكون غير مناسبٍ لفئات معيّنة من الأشخاص والنقاط الآتية توضّح بعض هذه الحالات:
الحالات الصحيّة الحساسة للهرمونات: يُنصح بتجنّب استخدام عشبة كف مريم في هذه الحالات الحساسّة للهرمونات الأنثوية، مثل: الانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis)، والأورام الليفية الرحمية، وسرطان الثدي، وسرطان الرحم، وسرطان المبيض، إذ يمكن أن تؤثر هذه العشبة في الهرمونات، ومستويات هرمون الإستروجين.
التلقيح الصناعي: أو ما يسمّى بالإخصاب المختبري خارج الرحم، إذ يمكن أن يتداخل استهلاك كف مريم مع فعالية التلقيح الصناعي، لذا يُنصح بتجنّب استخدامها عند القيام بهذه العملية.
مرض باركنسون: أو ما يسمّى بالشلل الارتعاشي، فمن الممكن أن تؤثر عشبة كف مريم في العلاج والأدوية المستخدمة لمرض باركنسون.
الاضطرابات الذُهانية الأخرى: يمكن أن تؤثر عشبة كف مريم في العلاج والأدوية المستخدمة لبعض الاضطرابات الذُهانية، مثل: الفُصام.
التداخلات الدوائية مع عشبة كف مريم
قد يتفاعل نبات كف مريم مع بعض أنواع الأدوية، ممّا يسبّب بعض المشاكل الصحية، ومن هذه الأدوية:
حبوب منع الحمل: تحتوي حبوب منع الحمل على الهرمونات، ويمكن أن يسبب تناول عشبة كف مريم مع حبوب منع الحمل تقليل فعاليتها في الجسم، لذا يُنصح باستخدام مانع حمل إضافي إلى جانب حبوب منع الحمل في حال استخدام هذه العشبة، وذلك بعد استشارة الطبيب، ومن هذه الحبوب: الإيثينيل إستراديول (بالإنجليزية: Ethinylestradiol)، والنوريثيستيرون (بالإنجليزية: Norethisterone).
حبوب الإستروجين: يمكن أن يؤدي تناول عشبة كف مريم إلى انخفاض تأثير وفعالية الأدوية المحتوية على هرمون الإستروجين.
الأدوية المضادة للذُهان: يمكن أن تؤثر عشبة كف مريم في مركبات كيميائية في الدماغ تُعرف بالدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine)، في حين تساعد بعض أدوية الاضطرابات النفسية على تقليل مستويات الدوبامين، لذا قد يؤدي تناول عشبة كف مريم إلى انخفاض فعالية هذه الأدوية، مثل: الكلوربرومازين (بالإنجليزية: Chlorpromazine)، والفلوفينازين (بالإنجليزية: Fluphenazine)، والهالوبيريدول (بالإنجليزية: Haloperidol).
أدوية مرض باركنسون: تحتوي عشبة كف مريم على مركبات كيميائية تؤثر في الدماغ بشكل مشابهٍ لبعض الأدوية المستخدمة لمرض باركنسون، لذا يمكن أن يؤدي تناولها إلى زيادة فعالية هذه الأدوية، أو زيادة الآثار الجانبية لبعض هذه الأدوية، مثل: البروموكريبتين (بالإنجليزية: Bromocriptine)، والليفودوبا (بالإنجليزية: Levodopa)، والبراميبكسول (بالإنجليزية: Pramipexole).
دواء الميتوكلوبراميد: (بالإنجليزية: Metoclopramide) يؤثر هذا الدواء المُستخدم لعلاج الغثيان والقيء في مركبات الدوبامين، لذا يمكن أن يسبب تناول عشبة كف مريم مع هذا الدواء إلى انخفاض فعاليته في الجسم.
أسئلة شائعة حول عشبة كف مريم
هل عشبة كف مريم مفيدة للحامل ولتسهيل الولادة
لا توجد معلومات تشير إلى فوائد عشبة كف مريم لتسهيل الولادة بشكلٍ وخاص، ولكن كما ذُكِر سابقاً فإنَّه من المحتمل عدم أمانها خلال فترة الحمل كاملة، وذلك نتيجةً لتداخلها مع الهرمونات في الجسم.
هل عشبة كف مريم مفيدة للنفاس
لا توجد معلومات حول فائدة عشبة كف مريم للنفاس بشكلٍ خاص، ويفضّل تجنب استخدامها خلال الرضاعة الطبيعية، لأنَّه كما ذكرنا سابقاً من المحتمل عدم أمانها خلال هذه الفترة.