نحن جميعآ نعيش ايامنا دون ان نشعر انها عظيمة وذات قيمه لا تقدر بثمن ، فينهض السواد الاعظم من البشر صباحآ يتناولون طعام الافطار ، منهم من يذهب الى عمله ومنهم من لديه اكتفاء ذاتي يجلس على الاريكة يشاهد التلفاز او يتصفح التلفون دون اي مشكله تواجهه .
البعص قد يتعرض لبعض المنغصات من هنا او هناك ، وهذا امر طبيعي يحدث في الحياة اليوميه ، لأن الحياة ليست كلها سمن وعسل ، انما فيها لسعات علينا جميعآ تحملها لقوله تعالى في محكم كتابه ( لتركبن طبق عن طبق ) وفسرها العلماء ( لتركبن أيها الناس حالا بعد حال فتنتقلون في دار الدنيا من طور إلى طور ) اي ان دوام الحال من المحال .
فلو نظر الانسان الذي هو في صحة جيده وقادر على المشي الى ما حصل لغيره من البشر لركع ساجدآ لله على ما هو فيه من النعم .
فلو زار الانسان احد المستشفيات لحمد الله ولو زار السجون ايضآ لحمد الله على ما هو فيه ،فالصحة والحرية لوحدهما نعمة لا يعرفها الا من فقدها ، فالصحة تاج على رؤوس الاصحاء ، ولا تقدر بمال ، الا ان الناس لا يدركون ذلك الا اذا حلت بهم مصيبة ، هنالك يودون لو تعود امورهم كما كانت ، و هذا الشعور عند اغلب الناس يأتي متأخرآ يرافقه الامل .
لو قارن اغلبنا وضعه الحالي بوضع عشرة مليارات يعيشون على الارض ، لوجد نفسه في تعداد المليار الاول او الثاني او الثالث على ابعد تقدير .
ان ما يحدث فرقآ في التفكير هو ان تعلم انك بخير -مقارنتة مع الاخرين - قبل حصول ما يؤلمك ، اما ان تعلم انك كنت بخير ( كنت به سابقآ ) بعد حصول ما يكدر حياتك فلن يزيدك ذلك الا ايلامآ وحسرة على الماضي الجميل .
يقول رسولنا الكريم في حديث صحيح
( مَنْ أصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا في سربِهِ، مُعَافَىً في جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا)
في المحصلة لم يثبت عند كل الامم ان المال او الجاه يمنحان السعادة ، فالسعادة والسكينة ليست شيء ملموس نراه بل هما احساس داخلي يفوز بهما من كانت لدية القناعة بما لديه ، والسعادة لاتشترى ولا تباع ، انها حصر للقانعين بما اتاهم الله .
واغلب من يملكون السعادة والطمأنينة هم من لديهم ايمان قوي بالله غير مكترثين بزخارف الدنيا .
يقول الله في محكم كتابه ( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ۗ)
نعم المؤمنون حقا هم من يملكون كنزآ عظيمآ لا يملكه غيرهم .
فاحمد الله واشكره على ما انعم عليك واقنع بما اتاك الله تكون من السعداء والفائزين في الدنيا والاخرة .
المطلوب منك ان تتحمل اليوم الذي انت فيه فقط ، لانه سيمضي ولن تتذكره بعد اسبوع او بعد شهر ، لن تستطيع تذكر يوما ما قبل شهر حتى لو عصرت تفكيرك ، لانها ايام تمر مر السحاب ، ولا تدري ان يوم غدإ قد يكون اجمل ، فالله يغير من حال الى حال .
فتفائلوا بالخير تجدوه .
افلا تكونوا من الحامدين الشاكرين الذين يدركون ان الدنيا الى زوال .