لم يكن مشروب "المتّة" الأشهر في سوريا بعيداً عن الأزمات الكثيرة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات، حيث شهدت المادة ارتفاعاً في سعرها واختلافا في التسعير من منطقة لأخرى، وكذلك ندرة في توفرها في بعض الأسواق.
فقدت تجاوزت أسعارها في بعض المناطق ما حددته وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام يوم الـ23 من تشرين/الأول الماضي، وهو أن سعر المتة بالمفرّق سعة 250 غراما 5 آلاف ليرة سورية، وسعة 500 غرام بعشرة آلاف ليرة.
بينما يتراوح سعر علبة المتة اليوم، السبت 24 من كانون الأول، بوزن 500 غرام في ريف دمشق بين 25 ألف ليرة و30 ألفا، لفي حين انخفض سعرها في بعض أحياء مدينة دمشق إلى عشرة آلاف و500 ليرة.
أما الأسعار في مدينة اللاذقية فتقارب ريف دمشق، إذ يتراوح سعر العلبة بوزن 250 غرامًا بين 12 ألف ليرة و15 ألف ليرة، مع صعوبة توفرها، ويتطلب الأمر البحث عنها مطولًا، وسط أنباء عن انقطاعها في الأسواق.
وفي طرطوس، عاودت الأسعار الانخفاض، مع الحديث عن ضخ في السوق، إلى خمسة آلاف و500 ليرة سورية للعلبة بوزن 250 غرامًا، بينما وصل سعر العبوة بوزن 500 غرام إلى 11 ألفًا، بينما يبلغ سعر المتة بوزن 250 غرامًا في مدينة درعا تسعة آلاف ليرة سورية.
طوابير في حمص
إلى ذلك، تداول ناشطون وصفحات على مواقع التواصل، صورا لازدحام عشرات الأشخاص، قيل إنهم في انتظار الحصول على مادة المتة في مدينة حمص.
يشار إلى أن مادة المدة تشهد تباينا في أسعارها في مدن سوريا، يتخللها موجة غلاء كل فترة، مع عدم الالتزام بالأسعار التي تضعها الحكومة.
وفي 23 من تشرين الأول الماضي، ربط عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق ياسر اكريم، غلاء المتة بارتفاع تكاليف النقل من المصدر الرئيس إلى سوريا، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار البنزين والمازوت، الذي يزيد تكلفة نقلها داخليا.
كما طالب اكريم بفتح باب استيراد المواد للتجار، ومن ضمنها المتة، والسماح بالاستيراد من أي مصدر وأي بلد حتى ينخفض السعر.
المستورد الأول
يذكر أن مشروب المتة يعدّ من المشروبات الشعبية في سوريا إلى جانب الشاي والقهوة.
وتعتبر سوريا واحدة من أكثر الدول استهلاكا للمتة، وكانت في 2019 المستورد الأول للمادة من الأرجنتين بـ34.5 ألف طن، وفق بيانات "المعهد الوطني ليربا متة".
كما جرى استيراد 33 ألفا و407 أطنان متة بنحو 36 مليونا و363 ألفا و977 يورو خلال 2018.
وتعدّ المتة نوعا من النباتات التي تنمو شمال الأرجنتين والبارغواي، وجنوب البرازيل، وتحمل الاسم النباتي "Ilex paraguariensis".