هو عاصم بن بَهدلة أبي النجود، وأبو النجود هو اسم أبيه، وقيل إنّ اسم أبيه عبد الله، وأمّا بَهدلة؛ فقد قال ابن الجزري أنّها أمه، وهو أحد القراء السبعة، ومن أئمة اللغة في النحو، تقلّد منصب الإمامة في القراءة بعد شيخه أبي عبد الرحمن السُلمي، كان فصيحاً، ومن أجمل الناس صوتاً بقراءة القرآن الكريم، صاحب أدبٍ، وكثير العبادة والصلاة، كان يجلس يوم الجمعة في المسجد إلى العصر، التقى بعض الصحابة وأخذ عنهم العلم والقراءة، مثل: الحارث بن حسان البكري، وكان من شيوخه من أخذ عن أكابر قرّاء الصحابة، كشيخه أبي عبد الرحمن السُلمي الذي قرأ على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، ومن تلاميذه الذين أخذوا عنه القراءة: أبو بكر بن عياش، وحفص بن سليمان، والأعمش، توفي عاصم سنة مئةٍ وتسعٍ وعشرين للهجرة، وقيل ثمانٍ وعشرين، واختلفت الروايات في مكان وفاته، والراجح أنّه توفّي في الكوفة.
ابن كثير
هو أبو معبد عبد الله بن كثير، الداري العطار، مولى عمرو بن علقمة الكناني، ولد في مكة في العام الخامس والأربعين للهجرة، كان فصيحاً بليغاً، من أعلم الناس باللغة، التقى بعددٍ من الصحابة وروى عنهم، مثل: عبد الله بن الزبير، وأبو أيوب الأنصاري، وأخذ القراءة عن عبد الله بن السائب، ومن تلامذته: راوياه الذين أخذوا القراءة عنه قنبل والبزّي، كان ابن كثير إمام أهل مكة في القراءة حتى توفّاه الله فيها سنة مئةٍ وعشرين للهجرة.
أبو عمرو البصري
هو زبان بن عمار بن العريان التميمي، من أشراف العرب، كان أعلم الناس بالقراءات والعربية والشعر وأخبار العرب، وبرع في الفصاحة والنحو، وسعة العلم، سمع قراءته سعيد بن جبير فقال له: "الزم قراءتك هذه"، توفي سنة مئةٍ وسبعٍ وخمسين، وعاش ستاً وثمانين سنةً.