الشخصية العربية والعالمية الوحيدة التي أرى نفسي عاجزآ عن إنصافها وإعطاءها حقها مهما كتبت ومهما برعت في انتقاء الألفاظ وحبك الكلمات وتطريزها إذ يقف فكري وقلمي في حيرة شديدة أمام هذه الإنسانة الرائعة التي لم تترك لنا نحن معشر الكتاب حيلة ولا قدرة أو بلاغة للكتابة عنها .
إنها مولاتي جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة حفظها الله ورعاها ملكة المملكة الأردنية الهاشمية ومن أكثر السيدات الأوليات في الوطن العربي اهتمامًا بحقوق الإنسان كرست الكثير من الوقت للارتقاء بالتعليم من أجل مستقبل أفضل للأطفال الأردنيين.
ملكة تتميز ببعد النظر والرؤية الواضحة والذكاء الحادّ والتواضع والقدرة على القيادة الصائبة واهتمامها الصادق بقضايا الإنسان خصوصاً المرأة والطفل والأسرة.
وقد قادت الملكة رانيا عدة مبادرات في هذه المجالات محلياً وإقليمياً ودولياً وهي الرائدة في مجال احترام الآخر وقبوله والحوار بين الأديان وأبناء الحضارات المختلفة.
جلالة الملكة رانيا العبدالله هي الصورة المشرقة للمرأة العربية الشابة المعاصرة،قلباً وقالباً، التي خاضت، وبنجاح كبير، المجالات الإنسانية والثقافية والاجتماعية من دون أن تهمل دورها كأم وزوجة وقد باتت بأسلوب أناقتها العصري وغير المتكلّف رمزاً للأناقة العالمية الراقية وقد يكون أرقى ما تلمسه لدى هذه العائلة بساطتها وعفويتها وقربها،شأنها شأن كل العائلات الملكية في العالم إذ ليس من شيم الملوك التكبّر أو التباهي إنها الملكة الشابة الجميلة المتواضعة البسيطة العالمة المثقّفة الناشطة الملمّة بكل قضية إنسانية المتربّعة على عرش قلوبنا جميعاً.
الملكة رانيا العبد الله شخصية سياسية بامتياز تعرف كيف تخاطب الناس إنها من مدرسة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين بما يبديه من حماسة ونشاط وأسلوب حديث يماثل إيقاع الشباب الجديد صحيح أنها شخصية ملكية ذات شعبية سرقت الأضواء لكنّ الأهمّ أن جلالتها غيّرت مفهوم دور الملكة والسيدة الأولى في العالم العربي إنها أنموذج لامرأة عربية مسلمة تدرك أهمية الارتقاء بالتعليم لبناء المستقبل وخوض معركة التنمية وترسيخ قيم العمل والتقدّم والانفتاح وتمكين المرأة العربية من الاضطلاع بكامل مسؤولياتها والتمتّع بحقوقها لتأدية واجباتها حيال أسرتها ومجتمعها وبلادها أنها امرأة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ: جميلة ورقيقة وأنيقة ومثقفة والأهم أنها تملك مقداراً هائلاً من الحنان لا يضاهيها فيه أحد فتشعر من كثرة اهتمامها بالأطفال أنها ليست أماً لأبنائها فحسب وإنما أم لكل أطفال العرب والعالم.
هذا الوعي لدى جلالة الملكة يأتي من خلال فلسفة تكوينها الفكري التي تنطلق منه ابتداء من البعد الأنساني العاطفي ولكنها في نفس الوقت قادرة على طرح مبادرات ترتكز على بناء ادراكي حقيقي للتحولات في الاطار المجتمعي والتي هي نتيجة طبيعية للتحولات الطبيعية وتغييب البعد البيئي والإنساني في سياق اتخاذ القرارات ذات الأبعاد الدولية .
هي تؤمن بحق كل مواطن في الطموح تؤمن بأن الناس يولدون جميعا متساوون تؤمن بحقك في التعليم تؤمن بحقوقك جميعها فبالنسبة للملكة الرانيا التعليم هو بمثابة مفاتيح لأبواب عقلك تشرعها فتستوعب الدنيا وحينها فقط يصبح العالم أفقك ويصبح الحلم طموحا.
دائما كلماتها كأنشودة الصباح كنشيد وطني يبث بأبناء بلدها الأمل لذلك شكلت بصمة إستثنائية في العالم العربي وليس في الأردن فقط وأعمالها الخيرية خير دليل على عطاءتها اللامتناهية حملت شعلة الوفاء والتضحية من أجل الأردن وأهل الأردن وأهل العرب.
اما على الصعيد الدولي تعمل الملكة رانيا على تنسيق الجهود لضمان التعليم للجميع وانطلاقا من دورها كمناصرة بارزة لليونيسيف ورئيسة فخرية لمبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات تجوب الملكة العالم للتعريف بمعاناة ومشاكل الطفل وتشارك في مؤتمرات واجتماعات دولية هي من القلائل التي استطاعت أن تحمل اكثر من راية ومطلب فناشدت بتحسين التعليم وإعطاء المرأة حقها وتحقيق العدالة الاجتماعية وغيرها من القضايا الإنسانية.
عندما يتحدث العالم عن المرأة العربية يغفل الحديث عن انجازاتها والاشواط التي قطعتها وهذا ينطبق على المرأة الاردنية ايضا فالمرأة الاردنية على سبيل المثال نموذج للمرأة التي تملك حرية الاختيار والمجتمع الاردني يحترم القرارات التي تتخذها لدينا مؤسسات عديدة تعمل على تمكين المرأة الاردنية وفي الوقت نفسه تتبوأ النساء الاردنيات المواقع القيادية في العديد منها."
شخصية فذة قل أن يجود الزمان بمثلها عذرا مولاتي المعظمة فما أنصفتك الأقلام ولكننا نضرع إلى الله تعالى أن يكلأك بعين رعايته ويبقيك لنا تاجاً مرصعاً بالحب والحنان والعطف في ظل راعي مسيرتنا وحادي دربنا ملك القلوب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم أعز الله ملكه وأيده .