تسود هذه الايام مرحلة خطيرة في تهافت على التهافت في الأراء والمواقف فناقضت بعضها بعضا ً..
حالة غير مسبوقة، وربما جاءت في سياق عجيب أفضى عن كشف الحقائق ضمن حُمى الاصطفافات إذ غابت الدلالات والمعاني، وحتى الدروس والعبر .
الكتاب والصحفيون والمعلمون والعسكر والأمهات والآباء يحرصون دوما ً على تكريس وتعميق الوحدة في الأمة والشعب في نفوس الأبناء والجيل،
كان ذات زمن قلم طارق مصاروة وجمعة حماد ومحمود الكايد وسليمان عرار وراكان المجالي ومحمود الشريف وكامل الشريف وعرفات حجازي وابراهيم سكجها وفواز كلالدة ومحمود الحوساني ومحمد ابو غوش وفهد الريماوي واحمد الدباس وعمر عبنده ومجيد عصفور ومحمد داودية.
يعادل فيلقاً مجحفلاً .. وكان يكفي الأردني ان يتعرف على نبض الدولة ومشاريعها وتحدياتها منهم.
لقد جاء كتاب من النادر ان يتذكر القارئ الأردني لهم موقفاً او رأياً وحتى مقالاً فمنهم من اراد التكسب من مهنة صاحبة الجلالة على عجل وانتهج فكرة "من لديه حيلة فليحتل" أو انتشرت عند بعضهم ثقافة "معرفة من أين تؤكل الكتف ؟! " ولو على حساب مبادئ الكاتب ووجدان شعبه الوطني .
مؤسس موقع عمون والكاتب ورئيس مجلس إدارة الرأي الأسبق الأستاذ سمير الحياري أطل عبر تغريدة على توتير ارى أنها أخطر ما يمكن ان يتصورها أردني وعربي وملخصها كما جاء به الحياري
" ان صورة وعلم الثورة العربية الكبرى ليس من شأن الأردنيين فللثورة ورثة واصحاب ومن حقهم المحافظة على ارثها او اتخاذ القرار المناسب بمصيرها في ظل التطورات التي تجري على الساحات .. قالها سيدنا بعد توليه العرش في اول لقاء تلفزيوني عالمي ( انا لست ابي ) .. انتهى الاقتباس .
والحقيقة هنا كشفت عن تناقض واضح في موقف الكاتب جعلنا في حيرة من الأمر فقد بين في تغريدة حول ذات الموضوع هذا نصها :
" اذا كان قرار إزالة علم الثورة العربية الكبرى عن طبعات العملات المحلية سياسيا ً فعلى الدولة ان توضح ذلك بلا وجل او خجل، اما ان يبقى التواصل الاجتماعي يعج بالتفسيرات غير الواقعية فهو أمر غير محمود ويدل على استهتار بتساؤلات الشارع المكتظة بالحيرة والكذب والتدليس .. ؟!
السؤال هنا .. ما الذي يريده الكاتب المحترم من كل ذلك .. وما المقصود باسترجاع مقولة جلالة الملك "انا لست أبي" التي جاءت في سياق مختلف عما رمى له الكاتب فالعبارة واضحة في سياقات ان المراحل والتحديات والرؤى والتعامل معها في ادارة شؤون الدولة حتما ً لن تكون بذات الصبغة فالمتطلبات مختلفة وجيل الدولة مختلف.
ولم يقصد من العبارة القطيعة مع الماضي ونسيان تاريخ تأسيس الدولة ومقوماتها من البناة الأوائل .
وعودة الى تغريدة الكاتب التي تمحورت حول عدم علاقة الشعب الأردني العربي بالثورة العربية الكبرى وأسبابها .. فالأردنيون كانوا وقودها وهم قادتها وهم من منحوها القوة الدافعة والفعالية من حدود الأردن الجنوبية إلى حدوده الشمالية .
الثورات يا عزيزي سمير الحياري ليست ملكا ً لفرد أو عائلة لأنها ليست عقارا ً او مزرعة او أسهماً او رصيداً بنكياً تورث لورثة محدودين .
كيف وصل الأمر بأن تنفي علاقة الأردنيين بالثورة وماذا ستقول لدماء من ذهبوا من أجلها …
وكيف لك ولغيرك أن يغفل عن تاريخ حديث غير بعيد، نعم الأردن هو حامل راية الثورة العربية ووارث إرثها...
وأقترح عليك ان تزور صرح شهداء الثورة العربية الكبرى في العيص إلى الشرق من الطفيلة الشماء التي شهدت واحدة من أهم معارك الثورة العربية الكبرى وهي معركة حد الدقيق في 25/كانون الثاني/1918م التي ألحق فيها جيش الثورة العربية الكبرى بالقوات التركية هزيمة منكرة وكان وقودها من نشامى الأردن وابناء قبائله وعشائره ومكوناته !!
الاردن اليوم يتطلب عدم تفتيت العُروة الوثقى وأنت العارف الحصيف !!