احتفى المشهد الثقافي والفني بمدينة إربد عاصمة الثقافة العربية وبالشاعر مصطفى وهبي التل (عرار) رمزا عربيا للثقافة لعام 2022، حيث كان زاخرا ببرنامج حافل من المؤتمرات والندوات والفعاليات وتنفيذ مشروعات ثقافية وفنية متعددة في مختلف محافظات المملكة.
وينقضي عام 2022 كاشفا وراءه حضورا رفيعا وإنجازات مميزة للمشهد الثقافي والفني والتراثي الأردني على مختلف المستويات والصعد المحلية والعربية والدولية أدارت معظم ملفاتها وزارة الثقافة باقتدار وتميز، وبالإضافة إلى ما سبق، من أبرزها إعلان منظمة الأمم المتحدة، إدراج عنصر "المنسف في الأردن. وليمة احتفائية ودلالاتها الاجتماعية والثقافية” على قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، والذي يشكل محطة مهمة في إثراء ثقافتنا وتراثنا الأصيل.
كما تم الإعلان عن اختيار التاسع والعشرين من شهر أيلول من كل عام "يوما وطنيا للقراءة”، إذ قالت وزارة الثقافة في بيان لها آنذاك، إن "اختيار الحكومة لهذا اليوم يعد التفاتة واعية من الحكومة لتعزيز مكانة القراءة لدورها في تعزيز المعرفة والثقافة والتنمية المستدامة”.
ولعل أبرز ما تحقق خلال عام 2022 على صعيد الإبداع الفني، هو الحضور المميز لصناعة الفيلم وصناع الأفلام والفنانين الأردنيين المشاركين فيها، في المحافل والمهرجانات العربية والدولية وما حققوه من نجاحات وجوائز لأفلامهم التي طرحت السينما الأردنية بقوة في تلك المحافل والمهرجانات، معلنة أن الأردن قادم بخطوات ثابتة وراسخة في هذا القطاع، لاسيما من خلال العروض التجارية على شاشات دور السينما المحلية والعربية، ومن أبرز تلك الأفلام "فرحة” للمخرجة دارين سلام الذي رشح لتمثيل المملكة رسميّا في الدورة الـ95 لجوائز الأوسكار، للتنافس عن فئة الأفلام الروائية الطويلة الدولية لعام 2023، علاوة على ما حققته أفلام؛ الروائي الطويل "بنات عبدالرحمن” للمخرج زيد حمدان، والروائي الطويل "الحارة” إخراج باسل غندور، والروائي القصير "تالافيزيون” للمخرج مراد أبو عيشة، والروائي الطويل "بيت سلمى” إخراج هنادي عليان و”عرنوس” إخراج سامر البطيخي.
واحتفت مختلف المؤسسات والقطاعات الثقافية في المملكة: الرسمية والأهلية والقطاع الخاص، ومنها وزارات الثقافة والسياحة والآثار، والشباب والتربية والتعليم والتعليم العالي، إلى جانب الجامعات ووسائل الإعلام المختلفة، فضلا عن مؤسسات المجتمع المدني الثقافية والشبابية الأخرى، والجهات المعنية في المشاركة في التظاهرة الثقافية "احتفالية مدينة إربد عاصمة للثقافة العربية 2022″، والشاعر "عرار رمزا للثقافة العربية، والتي اعتمدتهما المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الالكسو” بجهود مميزة بذلتها وزارة الثقافة على امتداد السنوات الأخيرة.
وتمثل احتفاء هذه الوزارات والمؤسسات والهيئات من خلال تنفيذ عدد كبير من الفعاليات والنشاطات الثقافية والفكرية والابداعية والتراثية، والتي كانت فيه وزارة الثقافة الفاعل الأبرز في المشهد.
وشهدت أنشطة وفعاليات ومشروعات برنامج احتفالية اربد عاصمة للثقافة العربية 2022، التي افتتح فعالياتها مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة في 12 حزيران الماضي، باستضافة العديد من الفرق والمختصين في مجالات الفعل الثقافي من الدول العربية الشقيقة؛ فلسطين، والإمارات والبحرين وقطر ومصر وتونس والجزائر والمغرب، من خلال إقامة أيام ثقافية متنوعة، بالإضافة إلى مشاركة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الالكسو” من خلال اقامة عدد من النشاطات توزعت على عدد من مرافق محافظة إربد المخصصة للاحتفالية وعدد من مرافق العاصمة.
وبحسب الأرقام الصادرة عن وزارة الثقافة، بلغ مجموع الأنشطة والفعاليات والمشاريع التي نفذت؛ 395؛ منها 140 في محور الآداب، و64 في محور التراث والمهن والحرف اليدوية، و93 محور الفنون التشكيلية، و98 في محور الموسيقا والفنون الأدائية، فيما بلغ مجموع الأنشطة والفعاليات والمشروعات التي تم تنفيذها من خلال مشاركات وفود الأقطار العربية الشقيقة ومنظمة "الالكسو” 35 منها 8 في محور الآداب، و4 في التراث والمهن والحرف اليدوية، و8 في الفنون التشكيلية، و15 في الموسيقا والفنون الأدائية.
ووفقا لأرقام وزارة الثقافة، تم تنفيذ الأنشطة والفعاليات والمشاريع في مختلف ألوية محافظة إربد والبالغة تسعة ألوية والتي تتعلق بالاحتفالية؛ في أكثر من 125 موقعا.
أما فيما يتعلق بألوية الثقافة الأردنية لعام 2022 البترا، والفحيص وماحص، والرصيفة والتي تأتي ضمن مشروع اختيار مدن الثقافة الأردنية وكانت أعلنتها لجنة الاختيار في 14 شباط 2022، فقد نفذت فيها 255 فعالية ومشروعا ونشاطا ثقافيا وفنيا وتراثيا، بحيث توزعت كما يلي؛ لواء الرصيفة 124 تنوعت بين المعارض الفنية والجداريات والعروض المسرحية والمهرجانات والمؤتمرات والندوات والمحاضرات والأمسيات وعروض الأفلام والورش التدريبية والعروض الفلكلورية والحفلات الغنائية والفعاليات الرمضانية الثقافية والمسابقات، ولواء الفحيص وماحص 77 فعالية ونشاطا ولواء البترا 54 فعالية ونشاطا.
وبينت أرقام وزارة الثقافة في مجمل فعاليات مديرياتها بالمحافظات والتي تنوعت بين الورش التدريبية والدورات والمحاضرات وكرنفالات ومسرحيات وكرنفالات الأطفال والعروض المسرحية للكبار ومعارض الكتب والتراثيات والحرف اليدوية والفنون التشكيلية والأمسيات الشعرية والموسيقية والغنائية والقراءات القصصية والاحتفالات الدينية والوطنية والأيام الثقافية والجلسات الحوارية وعروض الأفلام والمسابقات الثقافية والمهرجانات المختلفة والمؤتمرات ومعارض الصناعات والمنتوجات التراثية، أن مديرية ثقافة مأدبا نفذت 21 فعالية، بينما نفذت مديرية ثقافة الطفيلة 77 فعالية، في الوقت الذي نفذت فيه مديرية ثقافة الكرك 168 فعالية.
كما بينت الأرقام أن مديريات ثقافة؛ العقبة نفذت 88 فعالية ونشاطا، ومعان نفذت 89 فعالية ونشاطا من ضمنها ما يتعلق بلواء البترا أحد ألوية الثقافة الأردنية، والبلقاء نفذت 74 نشاطا وفعالية والمفرق نفذت 41 فعالية ونشاطا، فيما نفذت "جرش” 51 فعالية ونشاطا، و”إربد” 31 فعالية ونشاطا منفصلا عن احتفالية اربد عاصمة للثقافة العربية عام 2022، و”عجلون” 230 فعالية ونشاطا و”الزرقاء” 94 فعالية ونشاطا.
وفيما يتعلق ببرنامج النشر لوزارة الثقافة والذي على رأسه مشروع "مهرجان القراءة للجميع-مكتبة الأسرة”، قامت الوزارة بطباعة 4 آلاف نسخة من كل عنوان من كتب الأطفال، شملت 11 عنوانا، وألفي نسخة من كل عنوان من كتب الكبار والتي شملت 37 عنوانا توزعت على حقول التراث والدراسات الأردنية والآداب والفنون والفلسفة والمعارف العامة والعلوم والتكنولوجيا، في الوقت الذي نفذت فيه مديرية الدراسات والنشر ضمن خطتها السنوية طباعة 39 كتابا ضمن إصدارات اربد عاصمة للثقافة العربية، و9 كتب ضمن إصدارات مشروع المدن والألوية الثقافية (البترا والرصيفة والفحيص وماحص)، و14 كتابا ضمن سلسلة فكر ومعرفة وكتابان ضمن سلسلة سرد وشعر، و12 كتابا ضمن سلسلة شغف، بالإضافة إلى مواصلة إصدار مجلاتها الدورية "فنون” و”أفكار” و”صوت الجيل” و”وسام”.