أصدر المركز الوطني للبحوث الزراعية، دراسة لنشر الاستزراع السمكي في الأقفاص العائمة لأسماك المشط، والتي تعرف بـ”التربية داخل الأقفاص العائمة” وهي مستخدمة كثيرا في المحيطات والبحار والسدود، لكنها أدخلت للمملكة حديثا، بالتعاون بين المركز الوطني للبحوث الزراعية والشركاء ، بحيث تستخدم لتربية أسماك المشط في برك الري الزراعية الموجودة لدى المزارعين بمنطقة غور الصافي.
ويأتي التعاون ، لتمكين المزارعين من استخدام هذه الطريقة، لتيسير إفراغ مياه برك الري، كونها تروي مساحات كبيرة من المحاصيل، إلى جانب أن هذه البرك يصل عمقها إلى 4 م، ما يؤدي لصعوبة كبيرة في صيد الأسماك لتسويقها، وهي تعد التطبيق الأمثل في مثل هذه الظروف.
وتهدف التربية في الأقفاص العائمة، لتيسير متابعة الأسماك والعناية بها، ورفع الإنتاجية للمتر المربع مقارنة بالتربية الترابية، بحيث يكون حجم التربية شبه مكثف، وصيد الأسماك سهل وبأقل جهد ووقت، كما تسهم بحماية الأسماك من الطيور والمفترسات، وعدم حدوث تفريخ في القفص العائم، ما يحد من مشكلة البحث عن أفراخ وحيدة الجنس، وإمكانية تربية أعمار متنوعة من الأسماك في البركة نفسها، وجعلها وحدة إنتاج مستمرة، توفر أكثر من نوع من الأسماك في أكثر من قفص وبأعمار مختلفة، والعمل دون الحاجة للمزارع لإفراغ البركة للصيد، وبالتالي توفر المياه، وتخفض أعداد العمالة، وإمكانية نقل الأسماك بسهولة في حال حدوث مشاكل بالمياه.
وتحتوي البركة على أقفاص عائمة، وذلك وفق حجمها، بحيث يتراوح طول القفص بين 2 إلى 10 أمتار على عمق 1.7 م، وبعرض بين 2 الى 6 أمتار، ويحتوي القفص على إطار حامل، وهو عبارة عن أربعة سلالم إما حديدية (مجلفنة لمنع تآكلها)، أو خشبية أو بلاستيكية، بمنزلة العمود الفقري للقفص، إذ تربط مع بعضها على شكل مربع أو مستطيل، وترتكز عليها طوافات، ويعلق بها شباك لتشكيل القفص.
كما تحوي البرك على طوافات أو عوامات، إما من براميل بلاستيكية مغلقة أو براميل حديدية مغلقة ضد الصدأ، أو من مكعبات الفوم، ويشترط عند اختيار الطوافات مراعاة سهوله نقلها ومقاومتها للمياه والشمس، وتصنع من مواد غير ضارة للأسماك، قادرة على حمل وزن الإطار الحديدي، وتثبت الطوافات أسفل الإطار الحديدي بإحكام، باستخدام حبال أو أسلاك ألمنيوم.
كما يساعد القفص الشبكي، وهو مكعب مصنوع من الشباك، يوضع في الإطار الحديدي وتجري تربية الأسماك داخله، وتراعى عند تجهيزه، أن تكون المادة المصنوعة منها الشباك، من الكتان أو البولي اثيلين المرن، ويفضل شباك الكتان لأنها أقل ضررا على الأسماك عند احتكاكها بها، وتخاط الشباك مع بعضها بإحكام عند تشكيل القفص، تلافيا لحدوث فتحات تؤدي لهروب الأسماك منه أثناء التربية، وأن يكون حجم فتحات الشباك اقل من حجم الأسماك لمنع خروجها.
وتساعد البرك التي يكون معدل تغير المياه بداخلها عاليا، على وضع أعداد أكبر من الأسماك لكل متر مربع من القفص، مقارنة بالبرك التي معدل تغير مياهها منخفض، كما تراعى درجة حرارة المياه، ونسبة الأوكسجين المذاب في المياه، لذلك إذا كانت درجة حرارة المياه مرتفعة، تؤثر سلبا على عدد الأسماك المرباة في المتر المربع الواحد، وعند توافر مصدر لتزويد الأوكسجين للقفص، تزداد إمكانية رفع عدد الأسماك اللازمة للتربية في المتر المربع الواحد.
كما يراعى عند نقل الأسماك للقفص، ضرورة قطع العلف عنها قبل 24 ساعة من النقل، منعا للإجهاد الزائد على الأسماك وتقليل النفوق، ومراعاة النقل في الصباح الباكر أو ساعات المساء، وتجنب أوقات الظهيرة أو الأوقات التي تكون فيها درجة الحرارة مرتفعة، ويجب توفير مصدر كاف للأوكسجين للأسماك أثناء النقل، واخذ معدل وزن الأسماك قبل إدخالها للقفص العائم.
ومن المهم جدا أثناء وضع الأسماك في القفص تنفيذ الأقلمة، بجعل الظروف المحيطة بالأسماك في مياه النقل مقاربة لها في القفص، كالحرارة والملوحة والحامضية، لذلك في حال نقل الأسماك في أكياس مضغوطة بالأوكسجين، نجعل الكيس في القفص لمدة تراوح بين 2 الى 5 دقائق قبل فتحه، وإخراج الأسماك الى داخل القفص.
أما في حال النقل للخزانات فتضاف مياه من البركة للخزان الذي يحتوي على الأسماك، ثم توضع الأسماك في وعاء بلاستيكي لنقلها للقفص، ومراعاة وضع الوعاء بشكل مائل في القفص، ليدخله الماء تدريجيا، وبهذه الطريقة تجري الأقلمة.
ونظرا لارتفاع معدلات النمو في التفريخ، فلا بد من تأمينها ببروتين مرتفع (45 %)، وعلف بنسبة 10 % من معدل وزن الأسماك.
وتقدر كمية الغذاء اليومية المعمول بها في معظم أحواض إنتاج الأسماك بـ3 % من الوزن الكلي للأسماك، وتعدل كمية الغذاء التي تقدم مرة كل أسبوعين، كما يجري تقسيم كمية العلف المقدم بين 3- الى 5 مرات يوميا، ابتداء من الـ7 صباحا إلى الـ3 مساء، بحيث يكون معدل الأوكسجين الذائب في هذه الفترة في أعلى معدلاته.
ويجري متابعة قياس معدل وزن الأسماك باستمرار، لتعديل كمية العلف المستهلك، ويستخدم في حالة أسماك المشط، أعلاف طافية تحتوي كل حبة فيها على فراغات هوائية، تجعلها تطفو