يعتمد تطوير القوات المسلحة على تأهيل القادة والافراد في القوات المسلحة من خلال هندسة الموارد البشرية ، وتسخير التقدم التكنلولوجي في التطوير على الاليات والمعدات والاسلحة بما ينسجم ويتلائم مع التقدم التكنولوجي في عهد الثورة الصناعية الرابعة عصر الانترنت والريبورتات واستخدام الطائرات المسيرة ويعتمد على المشاركة مع بعض جيوش العالم في الاعداد والتدريب ضمن معطيات هذا العصر، للاستفادة من خبراتهم والتطوير عليها ضمن استغلال الموارد المتوفرة وادارة الندرة منها .
اصبحت القوات المسلحة الاردنية بعد اعادة الهيكلة تعتمد على النوع وليس الكم ، من خلال استغلال الموارد المالية المتوفرة من جراء ذلك، في تأهيل واعداد الفكر البشري لاستيعاب التطور التكنولوجي المتسارع . واليوم تضاهي القوات المسلحة والاجهزة الامنية جيوش العالم في الاعداد والتسليح. حيث شارك الجيش الاردني مختلف جيوش العالم ، في مهام حفظ السلام ومكافحة الارهاب و ومحاربة الفكر المتطرف ، وفي التدريب على استخدام الاسلحة الحديثة والمتطورة ،وهناك جامعات ومعاهد تؤهل الضباط والافراد ليكون القرار الاستراتيجي مبني على العلم والمعرفة وليس الخبرة فقط. حيث الاختيار والانتخاب والاستقطاب والتجنيد والتاهيل في القوات المسلحة يعتمد على عدة معطيات من قبل لجان مستقلة تعتمد على اسس موضوعة بموجب تعليمات ثابتة تخضع للمراقبة والاشراف من القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية . تحدد اسلوب وكيفية التجنيد فيها، وكذلك التأهيل والنقل و التعيين في المناصب القيادية والادارية العليا ، بحيث يشمل جميع اطياف الشعب الاردني وليس حكرا على اشخاص واسر وفآت محددة .
يستطيع القادة الآن وعلى مختلف مستوياتهم القيادية والادارية ، اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ، بناءا على تأهيلهم الراقي في العلوم العسكرية والاكاديمية، من خلال المشاركة في الجامعات والمعاهد التعليمية داخل الاردن وخارجه. حيث يدرس كيفية ادارة وهندسة الموارد البشرية . بموجب علم ومعرفة ، تؤهلهم للمشاركة في صناعة وصياغة القرار الاستراتيجي مع معظم قادة جيوش العالم ، ولم يستغلوا مناصبهم واداراتهم لخدمة مصالحهم الخاصة وتحقيق مآربهم الشخصية ، وتشارك الآن القيادات والادارات التنفيذية والمتوسطة والعليا في القوات المسلحة والاجهزة الامنية في منظومة التخطيط الاستراتيجي لصياغة وصناعة القرار الاستراتيجي على مستوى الوطن. ولم يعد اتخاذ القرارات من قبل الشخص الواحد التي تخلو من مساحة النقاش وابداء الراي.
واليوم يشارك الضباط المتقاعدون من مختلف الرتب في صناعة وصياغة القرار الاستراتيجي من خلال اشراكهم في مواقع صناعة وصياغة القرار الاستراتيجي على مستوى الدولة بوجودهم في مجلس النواب والاعيان والوزارات السيادية والدوائر والمؤسسات الحكومية، وأدى العدل في المعاملة والتأهيل بأن يشكر اغلبية ضابط و ضابط صف عند احالتهم الى التقاعد القوات المسلحة والاجهزة الامنية على تأهيله وتطوير علمه ومعرفته، ويشكر اخوته من الجنود، قادة وافراد الذين خدم بمعيتهم وخدموا معه، ولا ينكروا دور القوات المسلحة والاجهزة الامنية في تأهيلهم واعدادهم والمساهمة في معرفتهم .
اقدم خالص التقدير والاحترام لمن ساهم من القادة والجنود السابقين من اصحاب العلم والمعرفة والحكمة ، في تاسيس القوات المسلحة الاردنية والاجهزة الامنية وخوض الحروب والاستشهاد من اجل بناء الدولة ، وتحياتي لمن طور وعزز وحدث بكل امانة واخلاص على هذا التاسيس الراقي، لتكون القوات المسلحة في مقدمة جيوش العالم قيادة وعلما ومعرفة وتأهيلا وادارة وتسليحا .
وفي النهاية: عند المقارنة بين جيوش الامس وجيوش اليوم وجيوش العالم ، لابد من اخذ عدة عوامل بالحسبان منها :عامل الزمن وادوات ووسائل المعرفة، والامكانيات والموارد المتاحة، والمساحة الجغرافية والعمق التاريخي والجغرافي وهل الدولة مستخدمة ام مصنعة للتكنولوجيا ، ولابد من مواكبة التطور التكنولوجي بادواته ووسائلة المختلفة، واستخدامها في اسلوب الحرب الحديثة ، من حيث البعد الفكري في ادارة الحروب ومشاركة القوات الدولية ، حيث تعددت انواع الحروب منها: (الاقتصادية والسياسية وألامنية والفكرية والحرب بالوكالة)...الخ .
حمى الله الاردن واجهزته الامنية وقيادته وشعبه ، تحت قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وولي عهده سمو الامير الحسين انه نعم المولى ونعم المجيب.
اللواء الركن "م" الدكتور مفلح الزيدانين
خبير في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشرية