المكان عمان جبل النظيف الزمان الحاضر الموضوع الحارة .
لم تبدأ الحكاية من فيلم بل بدأت منذ زمن ليس بقليل عندما انهارت قيم كثيرة فلم يعد للأخلاق مكان يذكر. أراد الفيلم تسليط الضوء على ظاهرة (البلطجة )أو فارضي الأتاوات وهي ظاهرة غريبة على مجتمعاتنا المتحفظة بعض الأحيان، إن ما يميز تلك المجتمعات هو التمسك بالعادات والتقاليد لكن صدمة الفيلم جعلتنا كالنعام نصم آذاننا عن واقع نسمع قصصًا لا تعد جرائم شرف بدم بارد.
لماذا جعلنا من فيلم الحارة مذنب ويستحق الإعدام أليس هذا واقعنا في تلك الأماكن؟ لن أضع نفسي كناقدٍ سينمائي لكن هذا الفيلم برأيي وجب عليه أن يكون أقوى من ذلك إن كنا نريد إظهار صورة حقيقية عن واقع مرير وجب علينا إظهارها بصورة جليّة ووضع حلول لها .
الأم دورها يكون أقوى وتأثيرها على ابنتها عند حياد الأخيرة عن العادات والتقاليد "هيك أنا ربيتك" ردة فعل أم على خطأ ينتج عنه مسمى جرائم شرف .
البلطجي(عباس) الحاكم بأمر الله أين القبضة الأمنية التي اعتدنا عليها لا يخلو شارع من فرد منهم؟ يفرضون الأمن بقوَّة القانون،فلا يستهان بعقل المشاهد ولا تُلَف الجثث بسجادة كمشهد اعتيادي لا سائل ولا مسؤول حتى ولو كانت جرائم الحارة وفضائحها بشبابيك مفتوحة .
الفيلم لم يأتي بحلول إنما أكتفى بطرح مشكلات ، ولن نقول أن سب الذات الإلهية لا نسمعه في الشوارع وفي المواصلات العامة حتى .هل تلفظ الأبطال بألفاظ نابية؟ وما الغريب؟ إذا كان أي مراهق اليوم يستخدمها ولو عن طريق المزاح .
فيلم الحارة ليس بغريب عن مجتمعنا لكن اعتدنا دفن رؤوسنا في الرمال.
ولكل من انتقد هذه الفيلم وأعتبره عار، فأقول إننا لسنا بمستوى السينما المصرية التي لطالما مجدت البلطجية وجعلت منهم أبطالًا وكلنا متابعين لهم نلبس مثلهم نقلد حركاتهم .
نحن لسنا في المدينة الفاضلة و الدليل جرائم حدثت وتحدث كل يوم ابن يقتل أمه، أم تقتل ابناءها، أولاد يعتدون بالضرب على آباءهم .
فهل حركت بنا جرائم بدم بارد في حي في مكان ما في عمان الحميّة والخوف على سمعة البلد؟
قد لا نكون في المدينة الفاضلة فهناك جرائم تحدث في الظلام أو في وضَح النهار، لكن أمننا وأماننا في القبضة الأمنية التي ما زالت تلاحق هؤلاء الخارجين على القانون .