اخفق بيت القرار فى تل ابيب بتمرير نظرية العدو البديل فى المنطقة عندما حاول ترسيخ انطباع على مجتمعات المنطقه بان اسرائيل ليست العدو الوحيد بل ان هنالك عدو اخطر يهدد مجتمعات المنطقه هى ايران ، وعلى الرغم من احتضان معادلة العدو البديل من قبل بعض الانظمه العربيه فى زمن (ترامب كوشنير وكرين بلانت ) الا ان هذه الفرضيه تم بترها بزمن الحزب الديموقراطي الذى تقوم سياسته على احتواء النظام الايراني ولا يريد الاصطدام معه لغايات جيواستراتيجيه .
وهى ذات الصوره التى يمكن مشاهدتها بعد العمليه العسكريه المحدوده التى تم تنفيذها ماخرا فى اصفهان والتى جاءت لقطع الشك باليقين بين الذى تريده اسرائيل لاعلان حرب وما تؤكد عليه الاداره الامريكيه بضروره الاحتواء على الرغم انها جاءت متزانه مع المناورات الامريكيه الاسرائيليه المشتركه التى جرى تنفيذها باستخدام اسلحة استراتيجيه نوعيه ،
وهو ما اعتبرته موسكو تجاوز للخطوط الحمراء غير المقبوله الامر الذى اكد ان ما يقف عليه مدير المخابرات الامريكيه وليم بيرنز هو من راى اصح وان مسالة اشعال الحرب فى المنطقه بين تيار عربي اسرائيلي من جهه ومناطق النفوذ الايراني من جهه اخرى لاحقاف فرضيه( العدو البديل) هى مساله ليست مناسبه للمشهد الفائم وان سياسيه الاحتواء هى الاسلم .
وهو الامر الذى جعل من بيت القرار بتل ابيب العوده ل (جعبة الحاوى ) لاخراج مسار اخر للتطبيع غير مسار (اسرائيل من تحمى المنطقه) وهو جعل من بيت القرار فى تل ابيب تبحث عن بديل لترسيم برنامج التطبيع ربما يكون بغير ادوات الحكومة الحاليه بقياده نتياهو وهو الذى كان يريد قيادة المنكقه وتطبيع العلاقات بالمجان ومن دون اعطاء للشعب الفلسطيني مقابل ، وان كان ما يتطلع اليه الشعب الفلسطيني بنظره استراتيجيه غير مكلف لا على الصعيد الامنى ولا حتى على الجانب السياسي لكنها هو الهنجيه والقصر النظر والتقدير غير السلم للموقف العام لدول العربيه التى باتت تمتلك خيارات اخرى كما تمتلك اسلحة استراتيجيه تكتيكيه تجعلها قادره للدفاع عن حاضنتها اذا لازم الامر .
مع ان اعطاء الحق للفلسطينين كان سيفتح لإسرائيل ابواب واسعه فى المنطقه ويجعلها فى مأمن معيشي وستدخل المنطقه بمسارات تنمويه ومشاريع اقليميه لكن هى النظريه العصريه الفوقيه الضيقه التى يحملها بيت القرار فى تل ابيب الذى يريد بسط سيادته على كامل جغرافيا فلسطين التاريخيه مع امكانيه اعطاء حقوق مدنيه للشعب الفلسطيني فى الخطوه الاولى كما يريد تنفيذ اسقاطاته التوراتيه فى المجال السابع منها من خلال بسط نفوذه على بيت الرب الذى تشكل ما بين النهرين منزلته بين الفرات والنيل وهو ما تقف عليه التيارات المشكله للحكومه الاسرائيليه الحاليه .
وهو ما بينه مدير المخابرات الامريكيه فى عهد ترامب ، مايك بومبيو فى كتابه الذى حمل عنوان" لا تنازل ابدا للدفاع عن امريكا التى احبها "، وهو الكتاب الذى اظهر نوعيه التفكير للتشكيل القادم الذى يقوم علىنظريه بناء جغرافيا سياسيه جديده للمنطقه والتى يبدوا انها مدار البحث فى اروقه الحزب الجمهورى وهو الحزب الذى يستعد للعوده لبيت القرار معتمدا على اربعة مرشحين حسب الترتيب (روان دي سانتس و كيلي هيلي و ومايك مومبيو بالاضافه لدونالت ترامب ) .
وفى حال وصول الحزب الجمهوري لبيت القرار فانه ينتظر ان يقوم بتنفيذ مشروع اعادة تكوين / تشكيل جغرافيا سياسيه جديده بالمنطقه وهو ما انه سيشكل عنوان المشهد القادم فى
حال وصول الحزب الجمهوري لسدة القرار لكن ذلك سيشكل عنوان خطر على الحدود الامنه ل مستقرات المنطقه ، فهل تمتلك انظمه المنطقه عناوين مواجهه بعد تم تاطيرها بالمظله الامنيه الامريكيه ام انها ستكون قادره على تغير ما يراد ترسيمه قبل وصول الحزب الجمهورى الى البيت الابيض وهو سؤال سيبقى برسم التحرك الملكي الهاشمي فى البيت الابيض .
الامر الذى يجعل زيارة جلالة الملك لواشنطن غايه بالاهميه ولقاءه مع الرئيس جو بايدن لقاء استثنائي فى لحظه سياسيه تكاد ان تكون مفصليه كونها ستقوم بتحديد بوصله التوجه وعناوينها وحركه اصطفافات الانظمه العربيه فى الانتخابات الامريكيه القادمه وهو ما سيدعي من بيت القرار فى المشرق العربي ضرورة اعادة تشكيل حاضنه داعمه للموقف العربي وعامله لاسناد الموقف القويم الذى يقف عليه الملك عبدالله الثانى فى بيت القرار فى واشنطن .