ينبغي للمسؤول أن يكون قدوة واسوة، وأن يكون كالشمعة يحرق نفسه ليضيء من حوله، وأن يتواضع لمن تحته، وأن تسبق رحمته غضبه، وأن يترفع عن سفاسف الأمور، وأن يمسك نفسه عند الغضب، وأن يوزع ابتساماته على مرؤوسيه، وأن يسأل عن أحوالهم بين الحين والآخر، وأن لا يلجأ للتعزير، وللعقوبة إلا للضرورة، فلكل جواد كبوة، وينبغي له أن يتقن مهارة الاستماع أكثر من مهارة التحدث، وأن لا يرتفع صوته، وتحمر عيناه، ويزبد ويرغد،وأن يكون محاورا لبقا، جهوري الصوت، يتقبل الرأي الآخر، وأن يحسن اختيار بطانته، وأن يفي اذا وعد، وأن ينجز مطالب مرؤوسيه ومن تحته بأسرع وقت ممكن، وأن يكون على مسافة واحدة من الجميع، وأن يعود عن قراره اذا وجد خيرا منه. يترك بصمات واضحة،ويشار إليه بالبنان،ويغلب المصلحة العامة على مصلحته الشخصية،ويبتعد عن الأنا المتضخمة،وهوى النفس،وأن لا يسوق نفسه،بل يسوق مؤسسته،ويبتعد عن الخلوات المثيرة للريبة، وأن يتمم إنجازات من سبقه، وأن يترفع عن الصغائر والدونية، وأن يكون أسوة لغيره، وأن لا يصدق الا مايسمع بأذنيه،أوتراه عيناه،فآفة الأخبار رواتها،وأن يقرب الأقوياء الأمناء، وأن لا يأسر نفسه في التوقيعات ،والمراسلات ،وأن يفوض صلاحياته،وأن يحقق انجازات،ونجاحات ، وأن يسأل عن أحوال الجميع ،ويطمئن على اخبارهم ، وأن يترك الحديث عن شخصه لغيره، وأن يضخم إيجابيات من تحته،ويخنق سلبياتهم ،وأن يطبق روح القانون لا حرفيته،وأن ينزل الناس منازلهم، وأن لا يخرج من مكتبه مراجع الا مبتسما...