تعالج نصوص المجموعة القصصية "رشفة كافيه" للقاصَّة العمانية وفاء الشنفري مجموعة من القضايا الاجتماعية التي تُظهر طبيعة النفس الإنسانية في جانبيها المتضادين؛ جانب الخير وجانب الشر..
وجاءت المجموعة الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 76 صفحة من القطع المتوسط، ووضعت كاتبتها القارئ في جو المجموعة منذ الوهلة الأولى، وقبل الشروع في نصوصها بالقول:
«هكذا حياتنا كرشفة القهوة رغم مرارتها إلا أن نرتشف منها حكمة، ومن رشفة لرشفة نتعلم من دروس الحياة الكثير، فكل مر سيمر مهما عظمت الأحزان واشتدت الخطوب».
وتمزج الشنفرية في قصصها بين الواقع المشاهد في الحياة اليومية، والجانب المتخيل الذي يُبرز الفكرة دون أن يعني بالضرورة إمكانية حدوثها على أرض الواقع.. وتجنح في معظم قصصها نحو النهايات السعيدة التي تلتئم فيها الجراح، أو يتمكن المظلومون فيها من استرداد حقوقهم التي أُخذت منهم بالغش والتدليس..
ومن هذه الأجواء يبرز النص التالي من قصة "رشفة كافيه":
"جرت الأحداث بسرعة، تناقل الجميع تفاصيل القضية الكيدية بعد أن تم تكذيب الصور على مواقع التواصل. بعد ثلاثة أشهر ربح منذر وحمزة القضية، استعاد رشفة كافيه ثقة زبائنه، وقف منذر ممسكاً بكوب قهوته عند النافذة المطلة على الشارع المقابل، لمح لوحة مطعم وكافيه الحصن قد وُضعت مكانها لوحة أخرى كتب عليها «فطاير إسطنبول».. فأخذ رشفةً من قهوته وابتسم".
وبرزت الأنثى في أكثر من قصة داخل المجموعة، فسُلطت الأضواء على ما تتعرض له من ظلم داخل المجتمع، لكنها كانت دائما تخرج منتصرة من أزماتها، وتبرهن أن المرأة قادرة على تحقيق ذاتها متى امتلكت العزيمة والشجاعة على مواجهة ظالميها.. تقول البطلة في خاتمة إحدى القصص:
"اجتمعنا في يوم خطبة صفية، وزَّعتُ عليهم القهوة وأخذنا نتجاذب أطراف الحديث، رنَّ هاتفي، كان رقماً غريباً، عندما أجبت كان المتصل خالد! أخبرني بأنه كان منشغلا بالدكتوراة ولم يتمكن من المجيء والآن حصل على وظيفة في الخارج ويبدو أنه من الصعب أن..، فأجبته مقاطعةً حديثه: «قهوتي أصبحت باردة» وأقفلتُ الخط".
ومن الجدير ذكره أن وفاء الشنفري كاتبة قصة ورواية ومقالات من سلطنة عمان، وهي عضوة في مجلس إشراقات الثقافية، وفي فريق ورشة القصة القصيرة في محافظة ظفار.. وهذا الإصدار هو الأول لها.