قبل حوالي ستين سنة كتب رئيس الوزراء الاسبق المرحوم سعد جمعة كتابا بعنوان " مجتمع الكراهية " وهو في حوالي مائتي صفحة ، واعتقد لو أعدنا تأليفه الان سنحتاج الى عشرة الاف صفحة على الأقل،وابسط ما يمكن ان يتضمنه قصة " شمسية الوزير " .
مقارنات ومباعدات وابداعات في التحليل ولو استخدمنا هذا الجهد في التركيز على قضايانا الاساسية لانتجنا ما هو مفيد .
ولكن بالعودة الى مجتمع الكراهية ، فمن هم افراد هذا المجتمع ؟
وما هي الصور التي يكونون عليها ؟
هل هناك مقاربة بينهم وبين يهود الدونمة او الطابور الخامس ؟
ما الهدف من اغتيال الانجاز او الشخصية ؟
هل لا زال الاقصاء والتغييب موجودا ؟
ربما اسئلة كثيرة تثيرها شمسية الوزير
ويمكن ان تصبح شمسية الوزير مثلا شعبيا نعزي اليه تفاهات الثقافة المجتمعية وسقطاتها .
اعتقد جازما ان المشهد لشمسية الوزير يعبر عن الادب والتهذيب لرجال الامن العام ، وتقديرهم للمسؤولين وتواضعهم ،
ولكن ان نخرج بتفسيرات غريبة هي من صلب مجتمع الكراهية وتأتي تأكيدا لصفات لا يمكن تعميمها فالمجتمع الاردني مجتمع الاحترام والنخوة .
وشمسية الوزير تذكرني بموقف الوزير الدكتور عزمي محافظة حين كان رئيسا للجامعة الاردنية حين كان يحمل شمسية الوطن ويركز على مفاهيم التربية الوطنية ، وفي هذا الاطار دعم انشاء قاعة تاريخية تتحدث عن قصة الدولة الاردنية ودور المجتمع الاردني في القضايا العروبية القومية ومراحل تاريخ الاردن السياسية والاجتماعية والثقافية والعسكرية وتحكي القاعة قصة الاردن بالصورة والوثيقة والبانورامات ،وتحتل القاعة الطابق العلوي من مكتبة الجامعة ، وهنا نشير الى افراد من مجتمع الكراهية كانوا يطالبون بإزالة القاعة .
قصة الشمسية نموذج في سياق سفاسف مجتمعية مغروزة ومغروسة في مكاتب مسؤولين وادارات عدة ، ولكن دائما ننظر للامام والافضل وبهمة الغيارى والأصلاء في وطن العزة والخير .