قد يتساءل أحدهم: وهل يصنع البشر الزلازل؟ الإجابة السريعة هي نعم.
وبعض هذه الزلازل يكون محدودا في تأثيره، في حين أن البعض الآخر يتفوق على زلازل الطبيعة، وعلى سبيل المثال وقع زلزال في الصين قبل 17 عاما يفوق بقوته زلزال شرق المتوسط الذي ضرب تركيا وسوريا، فجر الاثنين.
ويعتمد الأمر على قوة النشاط البشري، فإذا كان أبسط تعريفات الزلزال الطبيعي على أنه طاقة هائلة منطلقة من باطن الأرض، فإن البشر بإحداث طاقة في المكان ذاته، مثل التفجيرات النووية يوفرون الطاقة اللازمة لحدوث الزلزال.
وبخلاف الزلازل الطبيعية التي تحدث منذ قديم الزمان، فإن الزلازل البشرية عمرها قرن ونصف القرن فقط، بحسب موقع "nationalgeographic".
وفي حين تقع أقوى الزلازل الطبيعية عند التقاء الصفائح التكتونية، فإن الزلازل التي يصنعها البشر تحدث في أماكن بعيدة عنها.
وهناك 5 نشاطات بشرية تؤدي إلى حدوث الزلازل وهي على النحو التالي بحسب موقع "worldatlas" المتخصص في الجغرافيا.
الزلازل البشرية
يمكن القول إن هناك 5 أنشطة بشرية قد تسبب ما يطلق عليه وصف "الزلازل البشرية" وهي:
التفجيرات النووية
مشاريع المناجم
بناء السدود
التكسير الهيدروليكي
التخلص من مياه الصرف الصحي
التفجيرات النووية:
إن التفجيرات النووية التي تُجرى في أعماق الأرض تؤدي إلى حدوث تموج عنيف في القشرة الأرضية، وعلى سبيل المثال في سبتمبر 2017 أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية أدت إلى حدوث زلزال بلغت قوته 6.3 درجة على مقياس ريختر، وظلت الهزات الارتدادية لهذا الزلزال تتكرر على مدى 8 أشهر.
وساد اعتقاد لدى جهات عدة أن بيونغ يانغ أجرت تجربة على قنبلة هيدروجينية (أقوى من نظيرتها النووية)، لكن كوريا الشمالية ذكرت أن ما حدث أقوى تجربة نووية ناجحة في تاريخها.
وفي عام 2017، أجرت كوريا الشمالية 7 اختبارات نووية.
مشاريع المناجم:
حفر المناجم بحثا عن المعادن الثمينة نشاط قديم، لكن الشركات التي تتولى هذه المهمة باتت تحفر بشكل أعمق من السابق، بحيث تُزال الكثير من الصخور والمواد، وهو ما يؤثر على استقرار الأرض، وفي النهاية تقع الزلازل.
ووفقا لدراسة نشرت في دورية "the journal Seismological Research Letters"، فإنه خلال الـ150 عاما الأخيرة، وقع 730 زلزالا بشريا، غالبيتها بفعل أنشطة مرتبطة بالمناجم.
وفي عام 2017، وقع زلزال بقوة 4 درجات تقريبا في ولاية يوتا الأميركية، وتبين أنه ناتج عن انهيار في منجم فحم.
بناء السدود:
لقد أدت السدود إلى وقوع عدد من أكثر الزلازل ضخامة على صعيد الخسائر البشرية.
وفي الصين، على سبيل المثال، حدث زلازل مدمر بلغت قوته 7.9 درجة (أقوى من زلزال تركيا وسوريا) في مقاطعة سيتشوان، جنوب غربي البلاد عام 2008.
ويعتقد أن الزلزال، الناجم عن تجميع 320 مليون طن من المياه فوق خط صدع في باطن الأرض، أدى إلى خسائر بشرية قدرت بنحو 80 ألفا بين قتيل ومفقود
التكسير الهيدروليكي:
تحدث عمليات التكسير الهيدروليكي في صناعة النفط والغاز، حيث يتم ضخ كميات ضخمة من السوائل بضغط عال في الصخور الجوفية، على أمل تكبير الشقوق الموجودة في الصخور، بغية استخراج النفط والغاز.
ورفع العديد من المواطنين الأميركيين، الذي يعيشون بالقرب من مواقع التكسير الهيدروليكي، دعاوى قانونية تطالب بوقف هذه العمليات، خاصة بعدما ألحقت إصابات بهم وأضرارا بممتلكاتهم.
وعزيت الكثير من الزلال الضخمة في مقاطعتي ألبرتا وكولومبيا البريطانية الكنديتين إلى التكسير الهيدروليكي بحقول الغاز الموجودة هناك.
التخلص من مياه الصرف الصحي:
تؤدي عملية التخلص من مياه الصرف الصحي تحت الأرض إلى حدوث تكسير، يؤدي بدوره إلى وقوع الزلازل.
ويفضي الضغط الكبير في هذه العملية إلى إحداث انزلاق في الصدوع وتشققات في الصخور، وهو ما يؤدي إلى حدوث الزلازل.