لا تنتهي القصص المأساوية جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، فيوماً بعد يوم تخرج مأساة جديدة إلى العلن، بعد العثور على جثث ضحايا قضوا تحت الركام.
وفي جديد هذه المآسي قضى قيادي بارز في منظمة غير ربحية تحقق في جرائم الحرب، التي ارتكبت خلال الحرب في سوريا، وذلك برفقة عائلته.
فقد قتل رئيس وحدة التحقيقات في لجنة العدالة والمحاسبة الدولية (CIJA) مصطفى وزوجته رولا وأطفالهما تالا وحنين وميس وعمر، وفق الموقع الرسمي للمنظمة.
ومصطفى المتحدر من مدينة الرستن في حمص، دافع عن العدالة وآمن فيها وكان القائد المحبوب من أعضاء فريقه، وصاحب رؤية، وفق بيان صادر عن المنظمة.
محامٍ ومحقق
كذلك كان محامياً مدرباً ومحققاً ماهراً في الجرائم الدولية وحصل على عدد هائل من الأدلة داخل سوريا، بحسب شبكة "سي إن إن" الأميركية.
وعلى مدى الاثني عشر عاماً الماضية، قدم مساهمات لا تقدر بثمن في البحث عن الحقيقة والعدالة بشأن الفظائع المرتكبة ضد الشعب السوري.
بدورها، قالت مديرة الإدارة والعلاقات الخارجية في لجنة العدالة والمحاسبة الدولية، نيرما يلاتشيتش، إنها التقت بمصطفى في تركيا الأسبوع الماضي "للتخطيط لمستقبل جديد لعائلته، بحيث يتم فيه الاعتراف علناً بعمله الضخم في التحقيقات المتعلقة بسوريا".
وأضافت أنه "فعل الكثير وكان محققاً عظيماً لكن روحه لم تصلب أبداً على مر السنين. ظل أنعم وأطيب شخص يمكن أن تتخيله".
"صائدو الوثائق"
وعمل مصطفى وفريقه الذين يعرفون باسم "صائدي الوثائق"، على تحميل نظام بشار الأسد المسؤولية عن الجرائم البشعة التي ارتكبت طوال السنوات الماضية.
يشار إلى أن لجنة العدالة الدولية والمساءلة، هي منظمة غير حكومية غير هادفة للربح مكرسة لتعزيز جهود العدالة الجنائية من خلال التحقيقات لأجل منع فقدان وتدمير الأدلة الحيوية لإنهاء الإفلات من العقاب.
وتهدف اللجنة إلى توسيع الفرص لتحقيق العدالة لمجموعة واسعة من الجرائم التي تؤثر على الفئات السكانية الضعيفة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية والإرهاب والاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين.
وحصلت المنظمة على أكثر من 800000 وثيقة استخباراتية وأمنية سورية. وعلى مر السنين، استخدمت هذه الأوراق لبناء قضايا ضد كبار المسؤولين والسابقين المتورطين في بعض انتهاكات حقوق الإنسان الأكثر وحشية للنظام