لقد مرت الصحافة الاردنية بأطوار عديدة رغم حداثة نشأتها منذ عام 1920 , وحققت شوطا من التقدم في الاسلوب وفي فنون الطباعة وواكبة النهضة الصحفية وارتفعت بمستوى المهنة الى درجة معقولة ,ذلك ان الصحافة رسالة الملتزمين بالمجتمع ومرأة الراي العام في احلامه وطموحاته في حركاته وسكناته وفي اعماله ومبتكراته وفي ابداعه , تحارب الظلم وصولا الى العدالة وتقارع الاستبداد وطريقا الى المساواة وهي مهنة المتاعب موضوعية وشريفة ونبيلة .
لم تغفل الصحافة عن القضايا المفصلية في تاريخ الاردن ونشرتها ووثقتها ,وذلك ابتداء من صحف العشرينات والثلاثينات والاربعينيات من القرن الماضي حيث وثقت ونشرت مقارعة الاحزاب والمعارضة الاردنية للانتداب البريطاني والانتداب الفرنسي لعدد من الدول العربية واهتمت بشكل اساسي مركزة على اعتقال زعماء المعارضة ووقف صحفهم عن الصدور ,
ونشرت ووثقت الصحافة الاردنية حرب عام 1948 ومعارك الجيش الاردني مع العدو الصهيوني في القدس والسموع وغيرها من اراضي الضفة الغربية ومعارك الاستنزاف بين قواتنا المسلحة وبين القوات الصهيونية في فترة الخمسينات والستينات .
ومن المفاصل المهمة التي نشرتها ووثقتها الصحافة الاردنية صدور الدستور الاردني بعهد المغفور له الملك طلال وصدور اول قانون للمطبوعات عصري ومتقدم اعطى حريات واسعة للصحافة الاردنية وتغول اصحاب الصحف آنذاك على الدولة الاردنية , ومن المفاصل المهمة التي اهتمت بها الصحف الاردنية طرد قائد الجيش الانجليزي ( كلوب باشا ) وتجريده من كل صلاحياته وتعريب الجيش الاردني واغتيال رئيس الوزراء دولة هزاع المجالي رحمة الله بتاريخ 29/8/1960
ومن المفاصل المهمة التي اهتمت بها الصحافة الاردنية ايضا مسيرة العمل الفدائي وتغيير الحكومات الاردنية في تلك الفترة اي فترة الستينات من القرن الماضي , وحرب حزيران عام 1967 بين الجيش الاردني والقوات المصرية والسورية من جهة ومن جهة ثانية مع العدو الصهيوني , واحتلال الإسرائيليين الضفة الغربية وسيناء المصرية والجولان السورية , واحداث ايلول عام 1970 واغتيال الشهيد دولة وصفي التل رحمه الله في القاهرة عام 1971 وتشكيل المجلس الوطني الاستشاري وفرض الاحكام العرفية واعلان المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه فك الارتباط القانوني والاداري مع الضفة العربية .... والغاء الاحكام العرفية عام 1989 والتحول الى مرحلة الديمقراطية بأجراء الانتخابات البرلمانية عم 1989 وصدور قانون الاحزاب الجديد ,وتوقيع اتفاقية وادي عربه عام 1994 , فيما كانت الصحافة الاردنية توثق لمسير ة السلام ابتداء من مؤتمر مدريد عام 1991 .
واهتمت الصحافة الاردنية بشكل موسع و كبير ونشرت مرحلة مرض المغفور له الملك الحسين وفقدان الاردن والشعب الاردني لقائد عظيم بوفاة الملك الحسين بتاريخ 7 شباط عام 1999 ,وتنصيب جلالة الملك عبدالله الوريث الشرعي ملكا على المملكة الاردنية الهاشمية بإعلان ولايته في جلسة لمجلس النواب .
ولم تكن المفاصل المهمة في تاريخ الدولة الارنية التي نشرتها ورصدتها الصحافة الاردنية هذه فقط , بل وثقت ونشرت هذه الصحافة قضايا اخرى تعتبر جزءا من تاريخ الدولة الاردنية ,ومن اهمها تشكيل الحكومات الاردنية وانتخابات مجلس النواب والامة ,, ورحلات وجولات المغفور له الملك الحسين وجلالة الملك عبدالله الثاني الى مختلف بقاع الدنيا لعرض القضايا العربية على زعماء الدول وخاصة القصية الفلسطينية... ووثقت ونشرت كل مفاصل الحياة في الاردن مثل متابعتها قضايا الناس وقرارات الحكومات التي تخدم المواطنين , ووثقت ونشرة مسيرة التعليم والتعليم الجامعي ومسيرة الصحة والزراعة وقضايا المرأة والشباب ,وتابعت نشر قضايا الفقر والبطالة واهتمت بالقضايا المالية بمختلف اشكالها وانواعها ومختلف اخبار القطاع الخاص ودوره في حياة المواطنين وقضايا
العمال والعمالة وغيرها من القضايا التي كانت على الدوام في دائرة اهتمام الصحافة الاردية لتي تعتبر موروثا تاريخيا مهما للدولة الاردنية .