بعد أن كرعوا إبرايق شاي من الحجم الكبير وشفّوا دلة القهوة العربية راحوا يتسربون تباعا إلى بيوتهم حيث بدأ الظل يتلاشى و لامس شعاع شمس الربيع طرف المفارش التي افترشوها بجانب جدار المضافة...
نضبت معظم الحكايات عن زمن أول، طقطق جدي خرزات مسبحته ثم استدار بالسؤال لآخر الصديقات المتبقيات التي كانت تساعد جدتي على فرك دخانات هيشي في الغربال.. وكأن للتو يتذكر..
- صحيح أنتِ لويش عييتِ تاخذين فلان يوم رادك؟!.. ردت عليه بعد أن أخلت غليونها من بين شفتيها: - سبعه وسبع عيشته... منعمية ليش أنا..قاعد يتفطن سوالف من ايام تركيا.. ؟!
-ليه سبعه.. والله زلمه ينصب السمن على يمنيه بس إنتن الحريم ماتعرفن الزين .... تكيّفن عالمشمين.
- ياخي ومن الزين جاه.. مهو شر وعيش مر.
- منين الزين جاه؟!.. تسع إرواح اللي برقبته.. عليّ النعمة لو إني إنثي كان ماخذيت غيره...
- اهتزت مقهقهة.. علواه لو إنك إنثى.. كان وفى على العشر إرواح... وإرتاحت الغبرة.. مشيرة لجدتي التي شاركتها غلبها ضاحكة وهي تناولها حصتها من قشور الرمان الناشف الذي يستخدمنه للدباغ ....
*اعتقد أن ذلك القاتل كان يعتبر بمواصفات قامة مهمة في مفهوم القامات قديما.