من الطبيعي ان تسبق حالة المخاض الولادة لكن في المشهد الاسرائيلي فيبدوا أن الأمر مختلف تماما فلم يكن المشهد الانتخابي صاخب ولا اعراضه تشي بهذه الحدية التي ظهرت عليها حالة الحكومة الاسرائيلية عندما وضعت مولودها الجديد برئاسة نتنياهو وقيادة بن غفير وسموريتش عندها بدأت مرحلة المخاض بالتشكل واخذت اعراضها بالظهور.
الأمر الذي جعل حالة المشهد الاسرائيلي تكون على حال مختلف وتعمل بالمعكوس عندما سبقت فترة وضع المولود حالة المخاض والتي تبدوا انها صاخبة بطريقة غير طبيعية مع اشتداد درجة المظاهرات الشعبية بالداخل الاسرائيلي الى درجة اصطفاف الجيش والامن مع الشارع الاسرائيلي في مواجهة تيار الحكومة في الكنيسة الاسرائيلية وارتفاع حدة العنف على الشعب الفلسطيني بطريقة غير مسبوقة.
هذا اضافة لسقوط رهان نتنياهو باشعال حرب اقليمية مع ايران بواقع نجاح الجهود الصينية باعادة العلاقات السعودية الايرانية الى طبيعتها وهذا ما سيسقط ورقة التوت عن تشكيلة حكومة نتنياهو وانتصار ارادة الشعب الاسرائيلي للديموقراطية على حساب قوى التطرف والعنصرية.
حالة المجتمع الاسرائيلي هذه جعلت من اسرائيل تكون على مفترق طرق بين خيارين فاما ان تدخل بمنزلق اجتماعي حاد وخطير وصفه الرئيس الاسرائيلي هيرتسوغ بالتمزق البنوي او ان تدخل اسرائيل بمرحلة إعادة تأهيل حكومي وصياغة جمل سياسية جديدة في ظل المعطيات الثلاث
الاقليميه منها التى جاءت بطبيعة العلاقات السعودية الايرانية وعناوين المقاومة الصلبة التي اظهرها الشعب الفلسطيني هذا اضافة الى مناخات الربيع الاسرائيلي التي اجتاحت شوارع تل ابيب منذ اعلان ولادة برنامج الحكومة الاسرائيلية ذي التصنيفات العنصرية والاوهام العقائدية الاقنية والذي عمل للانقضاض على القضاء، فان لم تنجح مفاوضات الكومرادور الامنية في ربع ساعة الاخيرة لايجاد ارضية علاقات سعودية --اسرائيلية تقوم على معادلة النووي للسعودية مقابل التطبيع مع اسرائيل كما يصف ذلك بعض المتابعين فان تيار الحكومة الاسرائيلية سيكون امام خيار واحد هو التوقف عند هذا الحد والاستقالة،
فان حدث هذا وهو امر متوقع فان المنطقة ستكون على موعد مع مولود اخر يحمل متغير جديد، ذلك لان وصول جسر الحرير الصيني الى السعودية عبر ايران، سيجعل من معادلة الضوابط والموازين للمنطقة كما قضاياها تدخل باحداثيات جديدة لكن هذه المرة ضمن رواقع متعددة الزوايا والضلوع في ظل ارضية التقارب السعودية العراقية الايرانية وهذا ما سيعكس ظلاله على الحالة السورية واليمنية كما هو متوقع وتدخل المنطقة في حالة اعادة اعمار كبيرة بقيادة صينية.
الامر الذي قد يعيد للمنطقه حالة اتزان سياسي معقولة نسبيا كونها ستكون مبنية على توافقات جيوسياسية هذه المرة وليس على ارضية احادية ضمنية كان يقف عليها حال المشهد بالسابق، وهو ما كان بينه وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن في زيارته الاخيرة لعمان والقاهرة واجتماعه مع حكومة نتنياهو في مطار تل ابيب على حد وصف متابعين.
وهي المراكز الرئيسية الثلاث التي تشكل الثقل الوازن للبيت الجيوسياسي للمنطقة والتي ستحمل راية بيت القرار الاممي كما ستتحمل مسؤولية التعاطي مع المشهد السياسي الجديد بكل عناوينه، الامر الذي سيقود الولايات المتحدة للتدخل القسري كما ينتظر بتشكيل حكومة اسرائيلية مقبولة قادرة على التعاطي السلمي مع الفلسطينين كما تعمل الادارة الامريكية على دعم الاردن ومصر بطريقة اسثثنائية وعاجلة لتخفف من درجة اعباءهم الاقتصادية، وهي بعض الاستخلاصات التي تأتي نتيجة حالة المخاص السياسي في المنطقة.