أصدق المشاعر هي التي نراها في عيون الآباء والأمهات بفرحتهم بأبنائهم وخصوصاً في لحظات زفافهم، فتكون للنظرة وللقبلة وللإحتضان لغة تفوق كلّ الكلمات وما تعجزُ كلُّ التعابير عن وصفه والأشعار على نظمه. وماذا إذا إنهمرت دمعة أمٍّ على خدهّا وقامت بمسحها بطرف منديلها، فالمشاعر فياضة تُفصَحُ عما يجولُ في القلبَ من محبة وحنان وعشرة وصداقة وجمال الأيام وروعتها..
هذا ما شاهدناه في زفاف أميرتنا الهاشمية الجميلة إيمان إبنة عبد الله الثاني المعظمة والتي فَرحْنا لزفافها ولتأسيسها لبيتها الجديد، فقد أظهر زفافُها محبةً أبويةً منقطعة النظير في قلب ملكٍ إنسانٍ يفيضُ قلبُه بالطيبة والمحبة والعطاء والتضحية، خصوصاً عندما رأى ثمرة يديه الأميرة إيمان تكبر أمام عينيه وتنضجُ وتتأهَّلُ لإكمال مسيرة حياتها فتتحولُ النجمة في يدها إلى نجوم تضيء عتمة الليل لكثيرين من حولها، "فأيامها منذورة للورد والياسمين، وأيامها منذورة للحب وأحلى سنين". فما أجمل أن نرى هذه المشاعر الأبوية في قلب مليكنا المحبوب عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، أبُ كل الأردنيين والذي يسهر ليفرح بفرحهم ويبتهج قلبه بنجاحهم وتحقيقهم أمانيهم في مسيرتهم الحياتية والعلمية والعملية.
وما أجمل أن نرى دموع ملكة إنسانة بحجم جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة فرحاً وإبتهاجاً بمهجة قلبها وقد تزينت بالثوب الأبيض وبالطرحة البيضاء وبالعينين اللامعيتن من دفئ محبة بيت والديها ومحبة أخويها وأختها، وهي ذات الدموع التي تنهمر فرحاً وإبتهاجاً في نجاح مبادراتها في التعليم وخدمة الطفولة وتمكين المرأة الأردنية في المدن والأرياف والبوادي والمخيمات، وفي كل قصة نجاحٍ في خدمة المجتمع وتقدمه.
نقول شكراً من القلب لمشاركة كل الأردنيين أفراح الديوان الملكي العامر ببث مراسم الزفاف، فأسرتنا الأردنية واحدة وفرح أميرتنا الغالية إيمان هو فرحنا جميعاً، وإننا إذ نرفع دعاؤنا إلى العلي القدير أن يباركَ على زواجهما وأن يكلل حياتهما بالفرح والمحبة وأن يبهجَ قلبي والديها جلالة الملك وجلالة الملكة المعظمين بها، وأن يمنحها الذرية الصالحة.
نبارك لجلالتيكما وللأسرة الهاشمية المباركة، وندعو الله أن يجعل كل أيامكم فرحاً ومحبة سلاما.