حذر خبراء تربويون من التأثيرات السلبية للاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي على التحصيل العلمي لطلبة الجامعات والمدارس وسلوكهم الاجتماعي.
وقال هؤلاء، إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بات سلاحا ذا حدين، إذ يمكن من خلالها تسهيل حياة الناس والتقريب بينهم ومتابعة الأخبار والوصول إلى الكثير من المعلومات بسهولة، إلا أنها في الوقت تسرق الوقت خاصة وقت الطلبة الثمين.
وأشار هؤلاء الى الضرر الكبير خاصة على الأطفال جراء استخدامهم وتصفحهم لمواقع محددة بسبب عدم الوعي والانسياق وراء العاب الكترونية ومواقع أخرى في ظل غياب الأهل وقلة توجيه المدرسة.
وكالة الانباء الاردنية (بترا) رصدت شكاوى ذوي طلبة من استخدام أبنائهم المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي (حتى الادمان) حيث يقضون الوقت بالساعات في متابعة حساباتهم الرقمية ما يؤثر سلبا على تحصيلهم العلمي إضافة الى التراجع الملحوظ بالمستوى الثقافي النافع.
وعرضت آلاء خطاطبة لمشكلتها مع ابنائها الذين يقضون اكثر من نصف يومهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبح أكبر أبنائها يعاني من ضعف في النظر بسبب التحديق بشاشة الهاتف، أما ابنها الأصغر فقد تراجع تحصيله التعليمي بسبب (ادمانه) على متابعة هذه المواقع.
ويشير الدكتور محمد العلاونة من كلية التربية بجامعة اليرموك، الى أن المشكلة لم تعد محصورة بـ (إدمان) الأبناء على متابعة مواقع التواصل الاجتماعي بل امتدت المشكلة لتشمل أيضا الكثير من الآباء والأمهات.
وقال، ان مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الالكترونية متاحة للجميع بغض النظر عن العمر أو المكانة الأسرية او الوظيفية، وقد لا يخلو مجلس أو مضافة اليوم دون ان ترى كبار القوم وهم يتنقلون بين المواقع على هواتفهم المحمولة إما للحصول على خبر او للتسلية، ولا يكاد يأتيك ضيف إلا ويتحول الى هاتفه الخلوي يتنقل هنا وهناك ويحاول مشاركة ما يصل اليه مع الآخرين.
واعتبر العلاونة أن هذا السلوك غير الصحي كان سببا بمشاكل اجتماعية كثيرة بين الكبار قبل الصغار، لافتًا الى الضرر الأكبر الذي يقع على الأطفال جراء استخدامهم وتصفحهم مواقع محددة بسبب عدم الوعي أو الانسياق وراء العاب الكترونية ومواقع أخرى في ظل غياب الأهل وقلة توجيه من المدرسة، وقد يكون الخطر محدقاً إذا كان هناك طرف آخر في هذا التصفح من الأشخاص مريضي النفوس ممن يحاولون الإيقاع بالأطفال بطريقة او بأخرى.
وأكد انه أصبح لزاما البحث في وسائل من شأنها الحد من الاستخدام العشوائي لهذه الأجهزة وتصفح هذه المواقع، موضحا أن مسؤولية ذلك مشتركة بين الأسرة والمدرسة حيث يقع الدور الأكبر على الأسرة في توعية ابنائهم من مخاطر هذه المواقع، وتوفير البدائل وتعبئة أوقات فراغ أولادهم بالوسائل النافعة كإشراكهم بإنجاز بعض الواجبات المنزلية مثل العناية بالنباتات وأعمال الصيانة الخفيفة، وتعويدهم على القراءة وممارسة بعض الرياضات وبما يعود عليهم بالنفع معرفياً ومهارياً ووجدانياً.
ودعا العلاونة المدرسة الى تسخير وربط هذه التكنولوجيا في تعزيز أدواتها في التربية والتعليم من منهاج مرن يمكن تطبيقه من خلال المواقع الالكترونية للاستفادة منه في الواجبات البيتية والتحضير للنشاطات المنهجية وغير المنهجية فكل ساعة يمكن أن نشغل بها الطفل بأمور تعليمية تساوي الكثير في ميزان الطفل معرفيا واجتماعياً ونفسياً وجسدياً وبما ينعكس ايجابا على مهارات التفكير والتعلم والحياة.
من جانبها، تؤكد الأخصائية النفسية والاجتماعية علا حسن، أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بات سلاحا ذا حدين، إذ يمكن من خلالها تسهيل حياة البشر والتقريب بينهم ومتابعة الأخبار والوصول إلى الكثير من المعلومات الموثوقة بسهولة، إلا أنها في الوقت نفسه تسرق الوقت، خاصة في ظل صعوبة استغناء الكثيرين عنها بعد تحولها إلى ضرورة في الكثير من جوانب الحياة.
ودعت حسن الى طرح هذه المشكلة للنقاش وصولا الى تحسين جودة الحياة، وتبني قواعد صارمة في التعامل مع الأطفال.