ايام الخير والبركة محدودة وها نحن نستقبل موسما عظيما من مواسم الخير والاحسان وسوق للتجارة الرابحة مع الله سبحانة وتعالى ومحطة من محطات التزود بالايمان والتقوى وهو شهر الخير الذي اختصة الله بخصال الخير شهر المغفرة والرحمة فاغتنموة بالعبادة وكثرة الصلاه وقراءة القران والدعاء والتعامل مع الناس باللطف والعفو والاحسان والبعد عن العداوة والبغضاء والشحناء بين بعضكم.
الصيام له فائدة كبيرة على صحة الصائم حيث يعزز مناعة الجسم ويقوي جهاز المناعة ويساعد على ازالة السموم من جسم الانسان ويساعد على علاج الكثير من الامراض وخاصة امراض الجهاز الهضمي وصحة القلب ويساعد على حرق الدهون.
الصيام هو زكاة للبيئة من خلال المحافظة على صحة الانسان والعناية بها لان "العقل السليم في الجسم السليم" وهذا بالتالي يؤدي الى المحافظة على البيئة من الاسراف والاستنزاف للموارد الطبيعية ويحمي البيئة من التلوث في الشهر الفضيل, الصيام مدرسة يستفيد منها الاجيال المتعاقبة في عدم الاسراف والتبذير والمحافظة على البيئة من التلوث وحمايتها وان يكون لدينا سلوك استهلاكي جديد مبني على التوازن وعدم التبذير والحفاظ على الموارد الطبيعية والتحول نحو الحياه الخضراء في جميع متطلبات العيش والاستهلاك وان نتجة الى الاقتصاد الاخضر الذي يركز على المحافظة على الموارد الطبيعية والتركيز على الطاقة والمياه واستخدامها في الاغراض التي تساعد على التنمية المستدامة بعيدا عن التلوث والاسراف وتدمير النظم البيئة .
المحافظة على البيئة واجب شرعي قبل ان تكون واجب انساني وهذا يتطلب ان يكون لدينا سلوك وشعور انساني يستلزم المحافظة على البيئة في رمضان وما بعد رمضان وان نبتعد جميعا عن كل مايضر ويفسد بالبيئة ويلوثها فلقد خلق الله سبحانة وتعالى كل شي بقدر الكون وجد بتوازن في غاية الدقة والاتقان .
ان مظاهر الاسراف والتبذير والاضرار بالبيئة وعدم المحافظة على الموارد الطبيعية هي مظاهر لا تتلائم مع جوهر الصيام والهدف منة ولقد نهى الله سبحانة وتعالى عن افساد البيئة وامر بحمايتها واصلاحها لقوله عز وجل " ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها" فلنجعل صيامنا زكاة للبيئة وان نمسك عن كل ما يلوثها ويضر بها وبالموارد الطبيعية العالم يعيش حاليا ازمات متعددة ماليه اقتصادية مناخية طاقة ومياه علينا ان نغتنم هذا الشهر الفضيل في ان نقدم نموذجا رائدا للسلوك الاخضر الذي يعالج هذة الازمات والعمل على استمرارية ذلك