تتعلق الوثائق السرية العسكرية الأميركية المسربة، في المقام الأول بالحرب في أوكرانيا، وتوضح كيف تقيم الولايات المتحدة حالة الصراع واتجاهه. نتائج التقييم يتم إيصالها بعدها لأصحاب القرارات السياسية الرئيسية في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بما في ذلك الأسلحة التي يجب توفيرها لأوكرانيا وكيفية الرد على استراتيجية روسيا في ساحة المعركة.
ماذا أظهرت التسريبات؟
توقع تحليل عسكري أميركي في 23 فبراير أن يتحول القتال في منطقة دونباس الأوكرانية إلى "حملة استنزاف طاحنة" من جانب روسيا، و"من المحتمل أن تتجه نحو طريق مسدود، مما يحبط هدف موسكو للاستيلاء على المنطقة بأكملها في عام 2023".
توضح الوثائق أيضا اختراق الاستخبارات الأميركية الجيش الروسي وقادته بعمق لدرجة أنه يمكنه تحذير أوكرانيا مسبقا من الهجمات وتقييم نقاط القوة والضعف في القوات الروسية بشكل موثوق.
تكشف صفحة واحدة في المجموعة التي تم تسريبها أن المخابرات الأميركية كانت تعلم أن وزارة الدفاع الروسية قد أرسلت خططا لضرب مواقع القوات الأوكرانية في موقعين في تاريخ معين، وأن المخططين العسكريين الروس كانوا يستعدون لضرب عشرات من منشآت الطاقة وعدد مماثل من الجسور في أوكرانيا.
كيف حصلوا على معلومات عسكرية دقيقة؟
هذا البيان مدعوم بالمعلومات التي تم الحصول عليها من "الصور المجمعة والتجارية من NRO"، وهو جيل جديد من الأقمار الاصطناعية التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وذكاء الإشارات و "تقارير الاتصال"، في إشارة إلى معلومات استخبارية من حكومة صديقة، حول المعدل المرتفع لنيران المدفعية الروسية وتزايد الخسائر في القوات وعجز الجيش عن تحقيق مكاسب إقليمية كبيرة خلال الأشهر السبعة الماضية.
لماذا تمثل الوثائق ضربة للقوات الأوكرانية؟
تشير الوثائق إلى نجاحات استخباراتية عديدة من قبل الولايات المتحدة، لكنها تظهر أيضا مدى استنزاف القوات الأوكرانية بعد أكثر من عام في الحرب.
قال مسؤول أوكراني كبير، السبت، إن التسريبات أغضبت القادة العسكريين والسياسيين في كييف، الذين سعوا لإخفاء نقاط الضعف في الكرملين المتعلقة بنقص الذخيرة وبيانات أخرى عن ساحة المعركة.
وقال المسؤول إنه يشعر بالقلق أيضا من أن مزيدا من الكشف عن معلومات استخبارات عسكرية سرية وشيكة.
قصة التسريبات الحساسة
في وقت لاحق من الجمعة ظهرت مجموعة جديدة من الوثائق السرية التي يبدو أنها تتناول بالتفصيل أسرار الأمن القومي للولايات المتحدة على مواقع التواصل الاجتماعي.
أحجمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن التعليق على صحة الوثائق.
المجموعة الأولى التي جرى تداولها على مواقع مثل تويتر وتلغرام تحمل تاريخ الأول من مارس وأختاما تشير لتصنيفها بأنها "سرية" وسرية للغاية".
تسريب مثل هذه الوثائق الحساسة أمر غير معتاد بالمرة ومن شأنه أن يؤدي تلقائيا إلى إجراء تحقيق.
قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية سابرينا سينغ: "نحن على علم بالتقارير التي تشير إلى منشورات وسائل التواصل الاجتماعي والوزارة تراجع الأمر".
متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأميركية قال في بيان إن الوكالة على علم أيضا بالمنشورات وتبحث المسألة.