أكثر بلدان الوطن العربي تُحكم من قبل العصابات القبلية والمناطقية والمذهبية، فتؤول البلدان للفوضى والاقتتال. مفهوم الدولة الحديثة غير مستوعب لدى النخب الحاكمة.
مفهوم الدولة الحديثة (دولة القانون) يتطلب قبل أي شيء القضاء على أشكال التخلف، ونشر الوعي. العصبية شكل من أشكال التخلف، ومصدرها غياب الدولة، متى ما كانت هنالك دولة فاعلة قادرة عادلة، لا تكون هناك حاجة للتعصب، غياب الدولة المركزية يؤدي لصعود النعرات والعصبيات، وتقوقع المجتمع حول المفهوم الضيق للدولة التقليدية (القبيلة).
السؤال الأهم: من إين تبدأ عمليات الإصلاح والتغيير ومكافحة الفساد، هل من المستوى الأدنى في البلد، أي من خلال المؤسسات المرتبطة بالمواطن، أمن خلال المستوى الأعلى (قيادات البلد)؟..
البعض يرى إن التغيير لابد إن يتدرج من القاعدة إلى القمة، أنا أرى العكس، فالتغيير يجب إن يبدأ من أعلى هرم في السلطة، كيف ذلك؟.
التغيير الاستراتيجي يتطلب إمكانيات وطاقات هائلة، عوامل كلها ليست متوافرة سوى في أيدي قيادة البلد، متى ما توافرة الرغبة والإرادة لدى هذه القيادة بالتغيير، لا تستطيع أي قوة ان تقف عائقا في طريقها، ستتمكن تلك القيادة التي تجمع بين النفوذ والسلطة والمال من إحداث التغيير المطلوب، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.