كيف يسمح لكيان الفصل العنصري الإسرائيلي الذي يحتل فلسطين وينكل بشعبها بقيامه بدور الوسيط بين طرفي النزاع السوداني!
فالشعب السوداني الأبي سيترفع عن ذلك إذْ أن خطايا الاحتلال لا تؤهله لهذه المهمة الإنسانية الخالصة.
وتاكيداً على ذلك فقد ابدى المستشار القانوني لقوات الدعم السريع محمد مختار النور عدم ممانعة قوات التدخل السريع لقبول وساطة إسرائيلية بشأن القتال الدائر بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع.
جاء ذلك خلال مداخلة له على الجزيرة مباشر، الخميس الماضي، قائلاً:
"لم نتلق أي طلب وساطة من إسرائيل، ولكن لا نمانع في ذلك”.
مع أن طرفي النزاع على علاقة جيدة مع "إسرائيل".. فهل تمهد تل أبيب لهذه الفرصة الذهبية بالسر حتى تتبلور الفكرة بغية حل النزاع والحصول على مكافأة تطبيعية مجزية فيما لو نجحت في رأب الصدع والتمهيد لتحقيق الحلم السوداني في حكومة مدنية بدعم وضمانات أمريكية!
وهنا تكمن الكارثة التي ستكون على حساب مستقبل السودان الذي سيرتهن لمصالح وأطماع الوسيط في ثروات السودان وبالتالي تجيير سياسته لصالح التمدد الإسرائيلي في أفريقيا.
ونشرت عدة مصادر ما قاله وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين مع بدء الاقتتال في السودان بأن "إسرائيل" على اتصال بطرفي الصراع ( الجيش السوداني بقيادة البرهان الذي هو بمثابة رئيس الدولة المؤقت وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة حميدتي)، منوهاً إلى أن "إسرائيل" تحاول أن تفعل كل ما يمكنها لتهدئة الأوضاع. متناسياً أن الاحتلال غير مؤهل للقيام بوساطة في أي نزاع على وجه الأرض. هذه إماطة للّثم.
وكان موقع "أكسيوس” الأمريكي نقل عن مسؤولين إسرائيليين وجود وساطة إسرائيلية بدافع من واشنطن، وأن مسؤولي وزارة الخارجية الإسرائيلية تحدثوا مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، في حين تواصلت الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد” مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) من أجل وقف الاقتتال.. ويأتي ذلك بمساعدة الإمارات التي ترتبط مع كيان الاحتلال بعلاقة وطيدة.
ومن المأمول أن لا يسمح السوادانيون بهذا التدخل من قبل أكبر جهة طامعة بثروات السودان (الذهب والطاقة) ولها باع طويل في إثارة الفوضى داخل البلاد؛ وتحتل فلسطين وتنتهك مقدساتها، وتنكل بشعبها القابض على الجمر.
فلو ساهمت تل أبيب في ترتيب البيت السوداني فسوف تتحول إلى مرجعية قضائية لأي خلاف سوداني داخلي.. من باب ضمانة الأمن مقابل الأبواب المفتوحة للكيان على فرص الاستثمار في السودان،؛ وذلك سيكون على حساب مصلحة الشعب السوداني والقضية الفلسطينية التي خسرت الكثير من جرّاء التطبيع العربي المجاني مع آخر أنظمة الفصل العنصري المتمثل بالاحتلال الإسرائيلي الغاشم. وإنشاء الله تخيب مساعيه.