أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الجمعة، أن الطيران الروسي شنّ ليلاً، سلسلة من الضربات الصاروخية، بعيدة المدى «كروز»، عالية الدقة، على وحدات احتياط تابعة للجيش الأوكراني، لمنعها من الوصول إلى الصفوف الأمامية للمعارك، ما أدى إلى تعطيل تقدم الاحتياطات الأوكرانية، حسبما أوردت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
الهجوم الصاروخي الكثيف، وصفه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي بـ«ليلة رعب روسية». مقابل تأكيدات كييف أن مرحلة التحضير لهجوم الربيع «المضاد» الواسع النطاق «شارفت على نهايتها».
أهداف محققة
وتفصيلاً، أفادت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، بأن «القوات الجوية الروسية شنت ضربة صاروخية بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى.
وأطلقت من الجو على نقاط الانتشار المؤقتة للوحدات الاحتياطية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، وقد تحقق هدف الضربة، وتم إصابة جميع الأهداف المحددة»، وفقاً لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية.
وأضافت «الدفاع الروسية» أنه «تم إيقاف نقل احتياطيات العدو إلى مناطق القتال».
بينما أكدت السلطات الأوكرانية، أن إطلاق الصواريخ الأولى على كييف منذ أكثر من 50 يوماً لم يتسبب في أضرار أو إصابات في العاصمة.
وقالت إن القصف الصاروخي الروسي، خلّف 22 قتيلاً على الأقل في أومان (وسط)، واثنين في دنيبرو (وسط شرق)، وفقاً لآخر حصيلة نشرت الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش.
«ليلة رعب روسية»
من جانبه، أدان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبر «تويتر»، ما وصفه بأنه «ليلة رعب روسية»، عقب وابل من الهجمات الصاروخية الروسية. وكتب زيلينسكي، بصورة منفصلة، عبر «تليغرام»: «يواصل الروس إثبات أن الهدف الرئيس لهذه الحرب هو الرعب والقضاء على الأوكرانيين، وكل ما هو أوكراني».
وأضاف أنه «عمل شر ضد بلدنا وضد شعبنا يجعل الدولة أقرب إلى الفشل والعقاب».
وتابع: «يمكن إيقاف الشر الروسي عن طريق الأسلحة، إن المدافعين لدينا يقومون بذلك. ويمكن وقفه عن طريق العقوبات، لا بد من زيادة العقوبات الدولية».
وقال قائد القوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زالوجني، إن العدد الإجمالي للصواريخ التي تم إطلاقها على أوكرانيا خلال الليل بلغ 23 صاروخاً، وتم إسقاط 21 منها إلى جانب طائرتين مسيرتين.
وذكر الجيش الأوكراني أنه جرى إطلاق صواريخ «كروز» بالقرب من العاصمة كييف، وأسقطت الدفاعات الجوية 11 صاروخاً منها.
فيما جدّد وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، مطالبته بالحصول على طائرات مقاتلة من الغرب لإخراج القوات الروسية من أوكرانيا. وكتب على موقع تويتر: «الطريق إلى السلام هو تسليح أوكرانيا بطائرات من طراز (إف 16)».
جهوزية هجومية
في الجانب الآخر، قال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، خلال مؤتمر صحافي في كييف «الاستعدادات شارفت على نهايتها». وتريد كييف شن هجوم كبير لاستعادة الأراضي من روسيا شرقي وجنوبي البلاد.
وأضاف «تم التعهد بمعدات وأصبحت جاهزة وسلّمت جزئياً. بالمعنى الواسع، نحن جاهزون». وتابع «عندما يكون الطقس مواتياً ويصدر قرار القادة سنقوم بذلك».
تنديد
في الأثناء، نددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجدداً بالظروف الأمنية المحيطة بمحطة الطاقة النووية في زابورجيا، وهي منطقة تسيطر عليها القوات الروسية.
وذكرت الوكالة في بيان أن خبراءها الموجودين في المكان «اضطروا مجدداً للجوء إلى الملاجئ هذا الأسبوع بعد إنذارات بشأن إطلاق صواريخ»، مضيفة أن لغماً انفجر بالقرب من موقع المحطة.