حلقة جديدة من التوتر بين روسيا وبولندا، بدأت، الجمعة، باستدعاء سفير روسيا لدى بولندا، بسبب تصريحات تدعو إلى قتل سفير بولندا بموسكو.
وقال المتحدث باسم الخارجية البولندية، الجمعة، لوكاس جاسينا، على "تويتر": "عبر الجانب البولندي عن احتجاجه الشديد على هذا الموقف ويتوقع البدء فورا في إجراءات جنائية ومعاقبة الجاني على الفور".
جاء ذلك على خلفية تصريحات لمفوض حقوق الطفل السابق في روسيا بافل أستاخوف، دعا فيها إلى قتل السفير البولندي في موسكو.
وشهدت العلاقات بين روسيا وبولندا مزيدا من التدهور منذ بدء الحرب في أوكرانيا. ووضعت وارسو نفسها ضمن أقوى حلفاء كييف.
مراحل التوتر
وفي شهر مارس/آذار الماضي، اتهمت بولندا 6 مواطنين أجانب بالتحضير لأعمال تخريب وتجسس لصالح روسيا، حسبما قال وزير الداخلية ماريوش كامينسكي.
وقال كامينسكي في ذلك الوقت، إن الـ6 "أجانب من مختلف أنحاء الحدود الشرقية" وإنهم سعوا إلى تعطيل الإمدادات العسكرية والمساعدات إلى أوكرانيا.
ويعد الادعاء العام حاليا إجراءات ضد 3 أشخاص آخرين اعتقلوا أيضاً في العملية.
واتهم ستة من المشتبه بهم بالتجسس لصالح روسيا والمشاركة في جماعة إجرامية منظمة، بعد اعتقالهم كجزء من عملية أجرتها وكالة الأمن الداخلي البولندية.
إذ عثر ضباط وكالة الأمن الداخلي البولندية على كاميرات ومعدات إلكترونية وأجهزة إرسال تحديد المواقع كان من المقرر تركيبها على وسائل نقل المساعدات إلى أوكرانيا.
فيما قال كامينسكي إن المجموعة كلفت أيضاً بتنفيذ أنشطة دعائية لتعطيل العلاقات البولندية الأوكرانية والتحريض على المواقف العدائية تجاه بولندا بين أعضاء حلف شمال الأطلسي.
وتمتلك وكالة الأمن الداخلي البولندية أدلة على أن المجموعة تلقت أموالاً من المخابرات الروسية، وفق وزير الداخلية البولندي.
وفي فبراير/شباط الماضي، اتهم المدعون مواطنا روسياً، مقيماً منذ فترة طويلة في بولندا، بالتجسس لصالح روسيا بين عامي 2015 و2022.
ويزعم أن الرجل، الذي يدير شركة في بولندا، كان على صلة بمجموعات إعادة بناء المناطق التاريخية، حيث أجرى اتصالات مع أفراد عسكريين بولنديين.
بولندا خلف كييف
والعام الماضي، ألقت السلطات البولندية، القبض على مواطن إسباني من أصل روسي، صنفته وكالة الأمن الداخلي البولندية في العام الماضي على أنه عميل لوكالة الاستخبارات العسكرية الروسية في برزيميسل، جنوب شرق بولندا للاشتباه في تجسسه لصالح موسكو.
وتعد بولندا واحدة من أقوى حلفاء أوكرانيا وتصدرت المشهد كثيرا في الـ١٥ شهرا الماضية كأحد أكبر الداعمين لكييف في حربها ضد موسكو.
وعملت السلطات الأوكرانية على حشد التأييد والدعم الغربيين لكييف، ولعبت سياسة نشطة في دفع دول غربية رئيسية مثل ألمانيا على تزويد الجيش الأوكراني بدبابات القتال الحديثة.
كما قادت بولندا مؤخرا الجهود المختلفة لتزويد كييف بمقاتلات حربية من عدة دول، بعد أن كانت أول الداعمين بعدد من المقاتلات.