اليوم، في 10 مايو يحتفل شعب جمهورية أذربيجان بالذكرى المئوية لميلاد الزعيم الوطني حيدر علييف، وهو مهندس ومؤسس دولة أذربيجان الحديثة، والذي قدّم خدمات هائلة من أجل استقلال ونمو شعب ودولة أذربيجان.
يرتبط تأريخ أذربيجان على امتداد أكثر من 50 عام من القرن العشرين ارتباطاً وثيقاً بإسم حيدر علييف، الذي يُعدّ بانياً وزعيماً وطنياً لأذربيجان الحالية، حيث كان حيدر علييف خلال هذه الفترة شخصية أسطورية تسعى إلى جلب التقدم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والمعنوي لبلاده عبر مواجهة ومعالجة أصعب التحديات التي كانت تقف أمام دولة أذربيجان وشعبها.
وبعد صعود حيدر علييف إلى السلطة في عام 1969، أصبحت حياة الجمهورية شاهدةً على التطورات السياسية والاجتماعية والإصلاحات الاقتصادية الواسعة النطاق، التي أدت في نهاية المطاف إلى تغييرات جذرية إيجابية. وتحققت خلال فترة وجيزة إنجازات في القطاع الاقتصادي، واتُخذت خطوات مهمة في مجال النهضة الثقافية وتنمية القيم الوطنية والأخلاقية. في تلك السنوات كانت الفكرة الرئيسية لفلسفة إدارة حيدر علييف تنحصر في صياغة إستراتيجية تنمية سريعة عززت الهوية الوطنية.
في برنامجه الإستراتيجي لإدارة الدولة، رأى حيدر علييف دوماً تزامن الازدهار الثقافي والأخلاقي مع النجاح الاقتصادي والصناعي. وأثناء سنوات 1969-1982، شكّلت التحولات الجذرية التي حدثت على نطاق واسع في جميع مجالات حياتنا أهم صفحات تاريخ بناء الدولة الأذربيجانية. القاعدة المتينة الحالية التي يحظى بها استقلالنا الوطني والتطورات الجارية نحو الاندماج الشامل في الاقتصاد العالمي تستند إلى القدرات الكامنة التي قام حيدر علييف بوضع أسسها في تلك السنوات.
وبعد أن استعادت أذربيجان استقلالها، منح شعبنا، الذي كان يعيش مواجهة أهلية جراء ضغوط خارجية وقلاقل داخلية، منح في يونيو من عام 1993 ثقته إلا لحيدر علييف. وبالعودة إلى السلطة تلبيةً لإرادة الشعب القوية، أنقذ حيدر علييف بفضل خبرته السياسية وسياسته طويلة النظر وعزمه غير المتزعزع، البلاد من خطر الحرب الأهلية والفوضى السياسية العامة، وأعاد الشرعية ووحّد المجتمع برمته حول الفكرة المشتركة. وتحولت عودة حيدر علييف، التي بشّرت بخدمات الزعيم الشعبي الحقيقي للوحدة الوطنية، إلى يوم الإنقاذ الوطني في التأريخ الجديد لأذربيجان.
إن إنشاء مؤسسات عامة مستقلة في البلاد، وزيادة حجم بناء الدولة الديمقراطي والشرعي على أساس المعايير الدولية، واعتماد الدستور باعتباره القانون الرئيسي لأذربيجان ذات السيادة، وتكوين المجتمع المدني، وضمان الأمن الوطني، والحل الناجح للتطورات المتعلقة بتحديد نهج اقتصادي جديد، بات ممكنًا نتيجةً لخدمات حيدر علييف.
في عام 1994، أصبح توقيع اتفاقية القرن التي ضمنت تنفيذ استراتيجية النفط لحيدر علييف انتصارًا للشعب الأذربيجاني على موارده المادية بجعله مالكًا حقيقيًا للنفط. لقد فتحت هذه الاتفاقية مرحلة جديدة في التأريخ الوطني، وخلقت قدرات وإمكانيات لتعزيز الأساس الاقتصادي لاستقلالنا وتنميتنا المستدامة.
لقد اقتنت جمهورية أذربيجان في غضون فترة قصيرة من الزمن مكانةً خاصة بها في العالم بوصفها دولة ديمقراطية وقانونية وعلمانية ذات سمعة. وبدأت السياسة الخارجية لأذربيجان تحت قيادة حيدر علييف، وكذلك علاقاتها مع الدول الرائدة في العالم والمنظمات الدولية، تتطور بموجب مسار مبني على المصالح الوطنية والمنظور السياسي البعيد النظر.
وتجدر الإشارة إلى أن الاجتماع الذي عقد بين حيدر علييف وجلالة الملك الحسين بن طلال على هامش القمة الإسلامية في 13 ديسمبر 1994، قد فتح صفحة جديدة من تاريخ العلاقات الأذربيجانية الأردنية ووضع أسسها.
ويجب الذكر بأنه في سبتمبر 2022، أعلن فخامة إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان عام 2023 "عام حيدر علييف"، وعن خطة أنشطة طموحة. ويتضمن جدول الأنشطة عقد المنتديات والمؤتمرات والندوات على نطاق محلي ودولي على حد سواء والموائد المستديرة والندوات المتصلة ب"عام حيدر علييف". ويُسعدني بالغ السعادة أن سفارة جمهورية أذربيجان في إطار "عام حيدر علييف" استطاعت أن تقدّم كتاب "مئوية ميلاد حيدر علييف" إلى القرّاء الأردنيين والعرب حتى يتسنى لهم أن يتعرفوا عن كثب إلى سيرة ونشاط الزعيم الوطني، بالإضافة إلى معلومات عن دوره في إقامة العلاقات والتعاون مع العالمين العربي والإسلامي. وتحدوني الثقة بأن هذا الكتاب سيكون مصدرًا مفيدًا ويمكن أن يكون أيضًا دليلًا لدراسة التراث العظيم لحيدر علييف.