أوضح الكاتب الصحافي محمد المبروك أن "الإبل هي رواية البادية وفصولها وأبطالها، ولكل بادية إبل ذات مواصفات خاصة. وإبل بادية الكبابيش في السودان أنواع تسمّى بألوانها شقر ودبس، أما لغة الإبل فهي لغة خاصة يفهمها أهل البادية. وبطبيعة الحال، يفخرون بها وبكثرتها وجمالها ويتغنون بها وبالأماكن والفلوات الخصبة. وغناء البدو عن الإبل هو كتاب تاريخها، إذ لا حديث عن الإبل من دون التغني بمآثرها ومآثر رعاتها، كما يُنشد ويُحدى لها بأنغام تذهِب عنها مشقة الطريق، خصوصاً إذا كانت تسير لمسافات طويلة. ويعبّر الحداء أحياناً عن حالة الألم للفراق والنأي عن الديار".
وأضاف أن "للإبل أسماء صريحة وأحياناً كنايات، مثل الناقة والحنّانة والرزّامة وجاليقة وجقلة وشرمة ولباعة وأم زور. إلخ. أما رحلة الإبل نحو الأسواق البعيدة، إلى الخليج العربي أو مصر أو ليبيا، فتلك حكاية طويلة يؤرخ لها خبراء الجلب وهي (رحلة الإبل في الصحراء نحو الأسواق) بمثل ما أورده الشاعر ود قدال، وهو خبير في شؤون رحلات الإبل التجارية إذ قال "متين يا حالة الصحراء العلينا تزولى؟، وانفْس حاسبى ياروح لى جماعتك طولى، الخلا دايرلو ولداً ما بتمسكوا الهولى، سمتان كيف أخونا مُحُمَّد الجــَلــّولى".
وهو هنا ينقلنا إلى مسرح مكشوف على قطعان الإبل وهي تسير في الصحراء في طريقها نحو الأسواق الكبرى. ويقول إن سبيل الصحراء ممتد وطويل لا يزول، وعلى راعي الإبل أن يلزم الصبر مثل محمد الجلولي وهو رجل صلب لذا ضرب به المثل في الصلابة والقدرة على مجابهة الصحراء".