الجهلة فقط خارج فلسطين، يعتقدون، يتوهمون أن قوات المستعمرة تتفوق بالعمل الاستخباري البشري أي عبر تجنيد العملاء، وهذه خلاصة غير دقيقة، غير موضوعية، وعلى الأغلب ان هؤلاء خارج فلسطين لا يعرفون أن تفوق المستعمرة يعود إلى قدراتها التكنولوجية المتقدمة، فهي عبر الكاميرات الذكية المنتشرة على كافة شوارع فلسطين، إضافة إلى طائرات المراقبة الالكترونية في الجو، هي التي توفر للأجهزة العسكرية والأمنية القدرة والتفوق لمتابعة المناضلين، والنشاطات الجماهيرية والسياسية والأمنية للفلسطينيين.
في مواجهة قدرات تفوق المستعمرة، لم ينتظر الفلسطينيون أكثر من يوم واحد للرد على مجزرة مخيم جنين، والنيل من مجموعة من المستوطنين المستعمرين الأجانب في استراحة محطة محروقات على طريق نابلس رام الله، ووجهوا لهم ضربة موجعة سريعة، دفعت كل مؤسسات المستعمرة وقياداتها للهرولة من أجل متابعة الحدث.
تمكنت قوات المستعمرة من كشف المناضلين المنفذين، بسبب قدراتها العسكرية والأمنية اعتماداً على طائرات المراقبة الالكترونية وكاميرات الشوارع المنتشرة، ورغم ذلك وجه المناضلون صفعة كفاحية سجلها شباب فلسطين في عملهم المبادر ضد المستوطنين المستعمرين الأجانب.
فعل المقاومة يتعمق، بالمبادرة، والشجاعة، والاستعداد العالي للتضحية، والحاضنة الشعبية، فالأمهات اللواتي يفقدن فلذات أكبادهن، أولادهن، وهم شباب مثل الورد، يفرحن، يزغردن، وعائلات الشهداء يتباهون أن لديهم شبابا يتحلون بالبسالة، يوجهون ضربات موجعة لعدوهم المتفوق المتبجح، المعادي لحق الإنسان الفلسطيني في الحياة والكرامة.
شعب فلسطين يواصل ثورته، يصنع مستقبله، يصيغ متطلبات حياته على أرض وطنه، الذي لا وطن له غيره، مهما تفاقمت أوضاع الحياة وتقلباتها وتعقيداتها، فهو يواجهها بالوعي والمزيد من اليقظة، كما اصطدم خياره النضالي في مواجهة عدوه، حيث لا عدو له غيره، يحتل أرضه، يُصادر حقوقه، ينتهك كرامته.
تعاظم العمل الكفاحي في مواجهة المستعمرة يعود إلى ازدياد أدوات وأشكال وأساليب الهجمة الإسرائيلية، فالانتخابات يوم الأول من تشرين الثاني 2022 أنتجت، حكومة للمستعمرة متطرفة سياسياً ودينياً، وهذا سبب اندلاع المظاهرات من قبل الإسرائيليين ضدها، فإذا كانت قطاعات واسعة من الإسرائيليين ضدها فكيف يستطيع الفلسطيني سواء في مناطق 48 أو مناطق 67 القبول بها أو التكيف معها.
لا التنسيق الأمني بين رام الله وتل أبيب مفيد، ولا التهدئة الأمنية بين غزة وتل أبيب، باتت مقبولة أو مفيدة، مما يتطلب مراجعة فلسطينية جدية من قبل حركتي فتح وحماس.