كثير منا وللأسف الشديد يقضي حياته في هم وكدر وتعب وشكوى، مع أننا جميعا في ابتلاء، فمن منا لم تصبه مصيبة هزت عرش قلبه وأدمعت عيناه؟! ومن منا من لم يتعرض لموقف صعب أو مذمة من صديق أو مظلمة من قريب؟!
ومع هذا كله فعلينا أن نسلم الأمر لله وأن لا نسمح لقلوبنا أن تكون مرقدا ومسكنا للحسد والبغضاء والحقد والكراهية لا بل يجب أن نغرس فيها التسامح وحب الخير، فجمال الروح يكمن في مسامحة الآخرين والتجاوز عن زلاتهم وإساءتهم ونسيان الفوارق وأن لا نقف عند صغائر الأمور ونعطيها أكثر مما تستحق.
مقبلون على أيام فضيلة ... مقبلون على عيد الأضحى المبارك ... وحري بنا أن ننظف قلوبنا قبل أجسادنا وقبل ثيابنا وبيوتنا وسياراتنا، وان نزيل من حديقة القلوب كل الأشجار والأعشاب الضارة والسامة، كالحسد والبغضاء والحقد والكراهية، ونغرس مكانها أشجار الود والمحبة والتسامح وعندها سنرى الحياة أجمل وأحلى لأن القلب هو منبع البصيرة.
نظف قلبك من الكبر والتعالي، ومن الظلم والخوض في أعراض الناس وأكل لحومهم ... فالقلب المتسامح هو سبب من اسباب الهدوء النفسي وباب كبير من أبواب السعادة والهناء ... فلا تغلقه.