لم يكن مستبعداً من قبل المقاومة ما حدث قبيل فجر اليوم الاثنين باقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية من اتجاهين وتمركزت وسط المدينة تحت غطاء جوي شاركت فيه المروحيات والمسيرات مطلقة تسعة صواريخ، في إطار عملية عسكرية واسعة رافقها قصف جوي أوقع أربعة شهداء فلسطينيين، في حين أكدت المقاومة الفلسطينية أنها استهدفت آليات الاحتلال بعبوات ناسفة متطورة محلية الصنع وحققت إصابات مباشرة.
وقد وثقت الصور التي انتشرت عبر الفضاء الرقمي، الهجوم الإسرائيلي الغاشم والرد عليه من قبل المقاومة في المدينة المنتهكة.
وتحسباً من تداعيات الموقف الميداني وردات فعل المقاومة في غزة في إطار وحدة الجبهات، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الجيش نشر بطاريات القبة الحديدية التي أثبتت فشلاً نسبياً في كل المواجهات.
كما أظهرت مقاطع مصورة جنود الاحتلال وهم يقتحمون منازل فلسطينيين في جنين، فيما استولوا على منزل عائلة الأسير زكريا الزبيدي بطل عملية نفق الحرية مطلع العام 2022.
وفي غضون ذلك، وفي بيان مشترك لهما، أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) استهداف مقرّ للفصائل الفلسطينية في جنين وعناصر كتيبة جنين، وقال البيان إن المقر المستهدف استخدم نقطة مراقبة وتجمع لتسليح العناصر ولم تصدر بيانات من الجانب الفلسطيني تبين حجم الأضرار الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي الواسع المستمر حتى الآن.
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية فإن العملية العسكرية في جنين هي الكبرى منذ عملية "السور الواقي" عام 2002، مشيرة إلى أن تلك القوات من وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي.
يشارك فيها نحو ألف جندي ومن المتوقع أن تستمر يومين لكن تبعاتها قد تمتد لجبهات أخرى.
والمقصود هنا كما يبدو المقاومة في غزة التي توعدت بالرد إذا ما تكرر العدوان على جنين.. ما سيثبت فاعلية وحدة المقاومة في الرد على الاحتلال.
وفي تحليل للموقف فإن الهدف من العملية الإسرائيلية :
- استئصال المقاومة وفصائلها المسلحة في جنين وقد تمتد إلى نابلس للاستفراد بجماعة عرين الأسود.
-حماية المستوطنات ومشاريعها التوسعية وتشجيع المستوطنين على سلب الأراضي الفلسطينية بالقوة.
-إحراج موقف السلطة الوطنية وإرغامها على زيادة التنسيق الأمني لبسط سلطتها بالكامل على الضفة الغربية وفق ما تقرر في قمة النقب التي أرجأت المغرب استقبال دورتها الثانية على أراضيها في 23 يونيو الماضي، بسبب الانتهاكات الإسرائيلية في جنين.
- اقناع العالم بأن العدوان الإسرائيلي شأن إسرائيلي داخلي صرف؛ بمعزل عن أي اتفاق سلام عربي إسرائيلي بعد أن سكّرت السعودية بشروطها القاسية كل السبل إليه، وأهمها إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام سبعة وستين.
لكن المقاومة الموحدة المتنامية قادرة على إجهاض هذه الأوهام التي تعشش في العقل الصهيوني بكفاءة واقتدار كما اثبتت التجارب الميدانية.. وسننتظر نتائج هذا الاجتياح الذي لا يمثل سوى جولة من حرب طويلة الأمد اشتعلت منذ نكبة فلسطين عام ثمانية وأربعين