لماذا تسعى المملكة العربية السعودية لتوسيع نفوذ التيار السلفي في المناطق الخارجة عن سيطرة الحوثيين ؟..
يعد التيار السلفي أكثر التيارات على ساحتنا المحلية قربا من المشروع السياسي السعودي، وترى فيه الرياض حليفا موثوقا يمكن الاعتماد عليه على المدى البعيد، بعكس بعض القوى المحلية الأخرى التي دعت الضرورة الآنية للتحالف معها في ظرف زمني ومكاني محدد، ثم انفرط هذا العقد بانتهاء القاسم المشترك بينهما، كقوئ الإصلاح، وبعض القوى الجنوبية المحسوبة علئ الشرعية، أو تلك المطالبة باستقلال الجنوب.
تنبع العلاقة المتينة بين السلفيين وحليفتهم الرياض من خلال عدد من الاعتبارات:
انتمائهم لنفس المدرسة المذهبية التي تنتمي لها العائلة الحاكمة في السعودية، إذ تنحدر مرجعياتهم الفكرية من مشائخ دين وفقهاء من أصول سعودية.
هناك العداء الشديد الذي يكنه هؤلاء السلفيون للمشروع المذهبي الحوثي، واستعدادهم لبذل الغالي والنفيس في سبيل صدهم، وتحجيم نفوذهم.
السلفيون لا يحملون أهدافا سياسية واضحة قد تتعارض مع أهداف الرياض، غير الدفاع عن المذهب السني، ونصرة ولي الأمر.
يمكن للرياض الاعتماد على السلفيين في أي مواجهة طويلة مع المشروع الحوثي.
يتمتع السلفيون بعقيدة قتالية عالية، علاوة عن كونهم أكثر القوى المحلية تماسكا وتنظيما.
تحظى قيادة التيار السلفي باحترام واسع من لدن أتباعها وانصارها، فمشهود لها بالشفافية والنزاهة المالية والإدارية، علئ عكس بقية القوى المحلية الأخرى.
لقد قطعت حكومة الرياض علئ نفسها عهدا بتبني التيار السلفي المعتدل، وأسبغت عليه كل أسباب النفوذ والقوة من مال وعتاد، وسعت لتشكيل عدد كبير من الألوية العسكرية التي يقودها سلفيون، الأمر الذي جعل التيار السلفي علئ طليعة القوى التي تتمتع بحضور وازن على الساحة المحلية عددا وعدة.