عايشت مواقف كثيرة مع شخصيات كركية لها مكانتها، ساكتب اليوم وخلال الأيام القادمة عن ثلاث شخصيات كركية كانت هناك لي مواقف معهم تدل على مدى احترامهم للآخرين ...
اليوم ساكتب عن موقف مع معالي حسين باشا المجالي ... الذي اثبت أن الأصل الطيب يرد صاحبه ...
عندما كان معالي حسين باشا المجالي وزيراً للداخلية اتصلت مع معاليه هاتفياً اريد لقاءه لأمر مهم، فأخبرني أنه سيسافر لمدة 10 أيام للبحرين وبعدها نلتقي، وبصراحة تأثرت وعتبت بيني وبين نفسي دون أن اجعله يلاحظ ذلك، وتمنيت له سفر مبمون وعودة سالمة، واعتبرت انه اعتذر عن اللقاء بطريقة مؤدبة.
بعد 11 يوماً بالضبط من اتصالي معه اتصل معي بحدود الساعة العاشرة صباحاً مدير مكتبه وسألني أين انت ؟ قلت له بسيارتي في شارع الجاردنز ولماذا تسأل، فأجاب أن معاليه عاد من السفر امبارح وبمجرد دخوله للمكتبه اليوم طلب مني التواصل معك لتشرب قهوتك معه بمكتبه لأنك قبل سفره اردت لقاءه، والآن معاليه ينتظرك.
تفاجأت من رقيه وسمو تصرفه هذا، فقلت لمدير مكتبه سأتجه الآن للقاء معاليه، وكل أكمن دقيقة يتصل معي مدير مكتبه يسألني اين وصلت، الى ان اخبرته انني دخلت الشارع المؤدي للوزارة وبيني وبينها ثلاث دقائق، وعندما دخلت بسيارتي من بوابة الوزارة واصطففت هناك ونزلت وجدت معالي حسين باشا على درجات الوزارة الخارجية، وبعد سلامنا الحار من قبله وقبلي قلت له معاليك على باب الوزارة يبدو انك مضطر لمغادرة الوزارة لعمل طارئ وانا اقدر هذا، فجاوبني ابداً اخي سميح انا خرجت لاستقبالك بعد ان اخبروني بوصولك.
ولمن لا يعلم فإن مكتب وزير الداخلية في الطابق الأرضي.
اقول هذا لأشير الى مواقف الكركية الذين عرفتهم وعرفناهم رغم تقلدهم اعلى المواقع القيادية إلا أنهم يقدرون الناس ويحترمونهم.
معالي حسين باشا المجالي أخلاقه أخلاق الأمراء والفرسان، وبمثله الأردن أجمل وأقوى، ويعكس الصورة الحقيقية المشرقة للكرك وأهلها الكرام. ( سميح العجارمة )#سميح_البراري_العجارمة