في المثل الشعبي تجمع هذا الثلاثي صورة متكاملة تختلط فيها الفهلوة بالسطحية والتفاهة بالتسلق على اكتاف الآخرين في غياب العقلاء وتهاوي الزعامات الشعبية الحقيقية.
انها حالة تبرز حين تتراجع قيم المجتمع وتتجرد التقاليد من احترامها وتنحدر الثقافة لتغرق في مستنقع التفاهة فإذا ب ( زعيط) يتصدر المجالس و ( معيط) يتحدث في الشأن العام، أما ( نطاط الحيط) فيتزعم فرقة التمجيد بهما في شراكة غير مكتوبة تنشأ تلقائيا وفق مبدأ ( الطيور على أشكالها تقع)، وقد يتبادلون المواقع و الأدوار حتى تمسي هذه الحالة هي المألوف والطبيعي وعكسها انحراف مذموم فتضيع الحقيقة وتنحرف بوصلة المجتمع إلى متاهة فلا مكان لمفكر عالم ولا لنقي مخلص.
قد تجد (نطاط الحيط) كاتبا يحمل قلما يلبس ثوب الواعظ الفيلسوف احيانا وثوب المداح المستعطي احيانا أخرى وقد تجد ( زعيط) صاحب ( البذلة) السوداء الأنيقة وربطة العنق الفاخرة مسؤولا في موقع مهم و( معيط) يرسم خطط التنمية والتقدم إلى الخلف، وثلاثتهم يتصدرون المشهد الاعلامي والثقافي.
كيف يمكن للمراقب الحصيف أن يكتشف ان كان زعيط ومعيط ونطاط الحيط هم الذين يقودون المجتمع؟؟
بسيطة كلمة أطلقها مفكر متقاعد إجباري إذ قال اذا رأيت الناس ( كل من ايده اله) والمجتمع يتراجع في كل الميادين ويتباكى العاقل على أيام زمان فاعلم ان الحاضر بيد زعيط والمستقبل بيد معيط اما نطاط الحيط فيمهد لهما الطريق.
ان مجتمع النفاق والمجاملات هو البيئة الخصبة لهذا الثلاثي المدهش.
من الذي يستطيع او يجرؤ أن يصارح الناس بالاسماء الحقيقية لزعيط ومعيط ونطاط الحيط في أي مجتمع عربي. هذا هو السؤال والتحدي.