في لقاء مع دولة رئيس الوزراء؛ استطاع طلبة الجنوب الحبوب ان يأخذوا الحوار الى مساحات النبض الوطني الصادق بنكهة الخبز والشاي، وعرق البناة الأوائل الذي ما زال يفوح في جنبات الوطن الحبيب عنفواناً وكبرياءً ووفاء وخلود، واستطاعت هبة الشمايلة "ابنة الهية" ان تقدم مرافعة وطنية صادقة تكفي وحدها ان تكون نهجاً ومنهجاً لكل المؤسسات الوطنية وسلطاتها في الإنعتاق من صلف خطاب المجاملة المرّ، والإرتقاء الى فضاء الوطن السيد الحرّ.
"ما يحرث البلاد غير عجولها" مصطلح رددته الشمايلة بحرقة وثقة؛ لأنه بلون القمح وطهر الأرض وسطوة الرمح، وصفق له الرئيس طويلاً لأنه يحاكي تجليات الوفاء للتراب في ارواحنا، ويوقظ أحلامنا المسجّاة بين ظلم ذوي القربى، وبعض بني قومنا ممن قدموا "الأنا" على اولويات الوطن، مصطلح اختصر كل أطر التحديث والتطوير بالعمل المخلص الجادّ لخير البلاد، وحسن النوايا الذي يقدم العام على الخاص، ونبذ كل محاولات تقويض الدولة ومحاولة اضعافها رموا حجراً عفناً في بئر الأردنيين الذي ارتوى منه قبل الاردنيين جموع من ابناء العروبة والأنسانية.
رئيس الوزراء قال كلاماً مهما، وبدد مخاوف جمّة ما زال الساسة يلوكون بها السنتهم رغم ان الأرادة السياسية جادّة، ومشروع الأصلاح والتحديث الوطني الشامل يقوده جلالة الملك بحزم وثقة، والحكومة وكل الأجهزة الرديفة ملزمة بأن تصدع للأمر السامي، وقد سبق وان اعلنت الحكومة تحت القبة وخارجها التزامها بمضامين التحديث السياسي والاقتصادي والاداري، وكذلك فعلت كل الأجهزة الرديفة رغم انه ليس مطلوباً منها التواصل مع الصحافة والأعلام، وكل ذلك من اجل غرس الثقة بجدية المشروع الوطني الهادف الى توسيع قاعدة المشاركة في القرار الوطني.
قبل عامٍ ونيف، قلنا ما قالته هبة الشمايلة في ضرورة توجيه رسالة أخلاقية لشباب الوطن مفادها؛ ان اليوم يومكم مبشرين لكل ما هو قادم جميل، ومنذرين لكل من يحاول المساس بالوطن ودوره ومنجزاته، قلنا لنقدم الشباب الى المواقع الأولى في العمل الحزبي كي نحلم بالأمل، ونقدم وصفة وطنية حرية بالتطبيق لا تحاكي تجربة التسعينات ولا تستنسخها بأسلوب رديء، وهاهي الكرة تعود مرة ومرات، وتعود " الأنا" المتضخمة ملازمة لمعظم القادة المؤسسين، وسنحصد ثمارها المرعبة في الأنتخابات القادمة.
لم تعد الخطب الجميلة والوعود الباهتة تنطلي على الشباب، قالتها هبة الشمايلة بثقة وعنفوان ممزوجة بنبل الجنوب الأشم ونكهة " الجميد الكركي" فال كرام الأردنيين في الشهابية واربد والصفاوي وذيبان، مرافعة تستحق ان يكون بياناً سياسياً بأنه ليس بالخبز وحده يحيا الأنسان، وصرخة حرّى من اردنية حرة ان كفى عبثاً بمصير الوطن وخذلاناً مؤلماً ممن غادروا الموقع فغضبوا او ممن ارادوا سلطة قادمة فوعدوا بما ليس هم له فاعلين او قادرين.
هذا هو الوقت المناسب لسماع هبة وغيرها من شباب وشابات الوطن والتمحيص الدقيق في مضامين بوحهم، والحكومة والبرلمان والأحزاب، وكل مؤسسات المجتمع المدني مدعوة لأن تقدم مقاربات وطنية تعكس تطلعات الشباب الحقيقية، وأن يُعاد النظر في قيادات الأحزاب وخاصة الفتية منها في ضرورة تمكين الشباب والمرأة في المواقع الأولى، وبما يستحقونه من تمثيل يعكس جهدهم الحقيقي على الأرض؛ لأن الواقع الحالي لا يعكس الرؤى الملكية ولا مضامين توجيهات جلالة الملك بضرورة تمكين الشباب وزيادة نسبة المشاركة في الانتخابات القادمة كي لا نخذل هبة ورفاقها في مضامين العمل الوطني.
تحية لأهلنا في الجنوب؛ قلاع الديمقراطية وحرّاسها الأشاوس، جنوب الخير وخزائن الوطن الوافرة، ورواد التأسيس مع اخيار الأردنيين الأخيار، ورجال الوطن والهاشميين الذي ما هانوا وأن عانوا، وما باعوا وإن جاعوا، وتحية لهبة الشمالية وكل شباب الجنوب والوطن، وعلى هذا التراب المقدس الحرّ دائماً ما يستحق الحياة.
وحمى الله وطننا الحبيب وشعبنا الأصيل وقيادتنا الحكيمة من كل سوء