تواجه مركبة الفضاء الأوروبية "عولس" نفاد وقودها، وهي أول قمر صناعي يراقب ملامح الرياح من الفضاء. وبالنظر إلى الخطة الأصلية، كان من المتوقع أن تعود "عولس" إلى الأرض بشكل طبيعي، ولكن وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) اقترحت فكرة مختلفة لإعادة دخول المركبة الفضائية.
تم تصميم الأقمار الصناعية والصواريخ الحديثة لدخول الغلاف الجوي للأرض بأمان بعد انتهاء مهامها، وذلك لتجنب تشكل النفايات الفضائية. وعادةً ما يتعرض الجسم الفضائي لحرارة عالية واحتكاك قوي أثناء الهبوط السريع، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تفكك الأجسام الصغيرة في الجو. ومع ذلك، يمكن للأجسام الكبيرة البقاء سليمة، ومن المهم أن يهبطوا في مناطق غير مأهولة لتجنب المخاطر على الحياة البشرية.
وفي ظل القوانين الحالية، يجب أن يحترق الجسم الفضائي بالكامل أو أن يخضع لعملية إعادة دخول مراقبة. ولكن "عولس" تم تصميمها قبل وضع هذه القواعد. وبناءً على المتطلبات الحالية، قامت ESA بتغيير الخطة وستستخدم قطرات وقود آخرى لإعادة المركبة الفضائية إلى الأرض.
من المخطط أن تنخفض "عولس" بشكل طبيعي من ارتفاعها التشغيلي البالغ 320 كيلومترًا إلى ارتفاع أقل، وعندما يصل ارتفاعها إلى 280 كيلومترًا، ستبدأ وكالة الفضاء الأوروبية بعمليات العودة الأولية. ستتم سلسلة من التحركات لخفض القمر الصناعي إلى 150 كيلومترًا فوق سطح الأرض، وستوجه الأوامر النهائية للقمر الصناعي للهبوط في ارتفاع 80 كيلومترًا، حيث ستحترق معظم أجزاء المركبة في الغلاف الجوي. ومع ذلك، قد يستمر بعض الحطام في الوصول إلى سطح الأرض.
وتهدف وكالة الفضاء الأوروبية إلى إعادة الدخول في منطقة بعيدة عن الأرض لتجنب المخاطر المحتملة التي يشكلها الحطام على الحياة. إذا تمت المناورات بنجاح، فمن المتوقع أن يكتمل العودة في نهاية يوليو أو بداية أغسطس. ومع ذلك، لا يمكن ضمان نجاح هذه المحاولة الأولى للعودة بمساعدة. إذا فشلت الخطة، فسوف يستمر "عولس" في مسارها الطبيعي. وإذا تمت المهمة بنجاح، ستشكل معيارًا جديدًا لإعادة دخول الأقمار الصناعية ولتخفيف النفايات الفضائية.