أعلنت الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع، أن قريبًا سيصبح بمقدور أي شخص في أي مكان بالعالم زيارة البترا افتراضيا والتجول في جميع مرافقها، وكأنه يزورها على الواقع.
وأشار مدير مشروع "منصة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتوسطية للتراث الثقافي لليونيسكو" الدكتور طلال العكشة، في مؤتمر صحافي، اليوم الأحد إلى الانتهاء من إنشاء موقع إلكتروني متكامل يضم المعلومات عن مدينة البترا والمنطقة، وما تحتويه من إرث ثقافي وسياحي وتاريخي مميز، إضافة إلى إنتاج فيلم عن المدينة الوردية عبر تقنية الأبعاد الثلاثية يمكن الزائر في أي دولة بالعالم التجول في البترا افتراضيا.
وكانت الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع ودائرة الآثار العامة من الأردن، حصلت على دعم من الاتحاد الأوروبي لـ"مشروع منصة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتوسطية للتراث الثقافيِّ لليونسكو (iHERITAGE)" الهادف إلى إنشاء عملية يقودها ويدفعها الابتكار.
ويشارك في تنفيذ المشروع مجموعة واسعة من المؤسسات الحكومية والمدنية من ست دول متوسطية من خلال نقل التكنولوجيا عبر الحدود، والمختبرات الحية، والتعاون بين القطاعين الأكاديمي والصناعي، وخلق منتجات ثانوية جديدة باستخدام أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (الواقع المعزز، الواقع الافتراضي، الواقع المختلط) وذلك من أجل تعزيز مستوى تفسير التراث الثقافي لليونسكو في منطقة البحر المتوسط وتوسيع نتائج البحث العلمي.
وقال العكشة إن هذا الإنجاز سيسهم بترويج مدينة البترا في مختلف أنحاء العالم وسيزيد من عدد السياح إليها بعد مشاهدة الفيلم عبر هذه التقنية، مشيرًا إلى أنه يشكل توثيقا للتراث الثقافي الأردني والحفاظ عليه.
وقال العكشة إن زيارة البترا افتراضيا تشجع الزائر على الذهاب إليها ومشاهدتها على أرض الواقع، وإن الدراسات والخبرات المتوافرة تشير إلى أن الزائر يتشجع بعد الزيارة الافتراضية إلى زيارة المدينة على أرض الواقع.
وبين أن المشروع الذي ينفذ بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي عمل على تبني المشاركة الفعالة للشباب، والشابّات، وغير المندمجين في التعليم أو العمل أو التدريب المهني؛ حيث شارك العديد منهم في مجموعات الدعم المحلية، والمختبرات الحية، والدورات التدريبية التي نفذتها الجمعية، والجزء الأكبر منها بالتعاون مع دائرة الآثار العامة، كما عمل هذا المشروع على تعزيز التعاون بين الجامعات والشركات الصغيرة والمتوسطة المخصصة لخلق منتجات مبتكرة في (الواقع المعزز، والواقع الافتراضي، والواقع المختلط)،
من جانبه، أكد رئيس الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع الدكتور رضا الخوالدة، حرص الجمعية على التعاون والتواصل مع الجهات المحلية والدولية كافة، والتشبيك لترويج المواقع السياحية والثقافية والتراث الاردني عالميا، وبما يعود بالفائدة على الوطن والمواطن انسجاما مع توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني خاصة وأن هذا المشروع يركز على الشباب ودورهم في الابتكار والإبداع.
وكان مدير عام دائرة الآثار العامة الدكتور فادي بلعاوي، أكد في تصريحات حول هذا المشروع، أخيرًا، أهمية مواصلة تطوير المرافق السياحية وصولا إلى مستويات تلبي متطلبات واحتياجات المواطنين والسياح، لافتا إلى أن مسؤولية دائرة الآثار العامة كبيرة في إدارة التراث المادي.
وأوضح أن عملية نقل وتطوير واستخدام التكنولوجيا لتفسير وتوضيح الأهمية الثقافية للمواقع الأثرية، قد تساعد في تخفيف الضغط عن المواقع الأثرية، وتطوير وتوثيق المعلومة الأثرية، وتطوير إدارة المواقع وإضافة منتجات جديدة للمواقع الأثرية.